أتاحت عمليات البحث الواسعة النطاق، الجارية في البحر الأسود، إثر تحطم الطائرة العسكرية الروسية، العثور على الصندوق الأسود الرئيسي، أمس، وهو العنصر الأساسي لتحديد أسباب الكارثة التي لحقت بروسيا قبل أيام من نهاية السنة، فيما استبعدت موسكو فرضية الاعتداء، ورجحت وقوع حادث مرتبط على سبيل المثال بخطأ بشري أو عطل فني.
وكانت طائرة وزارة الدفاع الروسية، وهي من نوع توبوليف-154 تحطمت فوق البحر الأسود جنوب روسيا الأحد الماضي، بُعيد إقلاعها من سوتشي، إذ كانت متجهة إلى سورية وتقل 92 شخصا.
وقالت مصادر، إن عمليات البحث عن الطائرة يشارك فيها أكثر من 3500 شخص، بينهم 150 غواصا، إضافة الى 45 سفينة، و12 طائرة، و10 مروحيات، وطائرات من دون طيار، مبينة أنه عثر حتى مساء أمس على عدة قطع من الطائرة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المسجل الرئيسي للرحلة عثر عليه على مسافة 1600 متر من الساحل، وعلى عمق 17 مترا، لافتة إلى أنه تم العثور على 12 جثة و156 من أشلاء الجثث.
وفيما نقل الصندوق إلى موسكو لتفريغ تسجيلاته، تواصل السلطات عمليات البحث لتحديد أسباب الكارثة، في وقت نفى الكرملين وجود أي دلائل تؤكد فرضية العمل الإرهابي ضد الطائرة المنكوبة، مؤكدا عدم وجود أي دلائل أو مؤشرات تدعم كل الفرضيات المتبقية المطروحة.
وتحرص السلطات الروسية على عدم ترجيح فرضية الإرهاب، نظرا لأن الطائرة كانت متوجهة إلى سورية، وتحمل على متنها عسكريين، و9 صحفيين، إضافة إلى 8 هم أفراد الطاقم.
وألمح مراقبون أن ترجيح العمل الإرهابي من شأنه أن يثير كثيرا من القلق في الداخل الروسي، ويلقي بظلال الشك على جدوى العمليات العسكرية الروسية في سورية، وإمكان تحكم موسكو في مجريات الأمور.