الكهرباء قاتلة، لكن الصدمات الكهربائية علاج في بعض الأحيان!
الأطباء النفسيون يستخدمونها لعلاج بعض حالات الاكتئاب من خلال أسلاك مربوطة بجبهة المريض.. أطباء القلب يستخدمون الكهرباء أيضا؛ بواسطة أجهزة خاصة لإنعاش قلب المريض ورئتيه..
الصحافة تستخدم صدمات كهربائية من نوع آخر.. تسعى نحو إيقاظ المؤسسات الرقابية في البلد.. حتى تعود لممارسة دورها من جديد، فلا تبقى جثة هامدة!
صحيفة الوطن مارست ذات الدور حينما صدمتنا بمادة صحفية تقول إن جامعة تبوك أنفقت مليونا و360 ألف ريال العام الماضي، قيمة وجبات غداء وعشاء في 6 لقاءات جمعت بعض طلاب وطالبات الجامعة بمديرها ووكلائه!
هذا الخبر يولد طاقة كهربائية قادرة على إنعاش آلاف القلوب العاشقة.. وقادرة بحول الله على شفاء جميع المكتئبين في الشرق الأوسط!
إذ كيف يمكن للإنسان العاقل - وأنا لم أفقد عقلي بعد - أن يتخيّل ست وجبات غذائية في ستة لقاءات داخلية تبلغ هذا الرقم الفلكي!
لو أكل حضور اللقاءات الستة مخزون العالم من كافيار الحيتان البيضاء، وجراد البحر، والاستاكوزا، لما بلغت قيمة الوجبات هذا الرقم الفلكي!
لا يمكن أن أتهم أحدا بالفساد، ولا أملك دليلا على ذلك حتى أرمي بالتهمة.. لكن -ساعدوني- كيف أستطيع أن أشرح لمواطن - يتناول نصف حبة مع الرز بعشرة ريالات - القيمة الغذائية لوجبة تناولتها وكيلة السنة التحضيرية مع الطالبات بقيمة تقارب ربع مليون ريال!
وكما أنه ليس بوسعك أن (تقنع) مواطنا يفطر على صحن فول بالسمن البلدي بخمسة ريالات، بالقيمة الغذائية لأي وجبة إفطار أخرى؛ لن تستطيع إقناعه أبدا أن مدير جامعة تبوك تناول وجبة مماثلة مع بعض طلبته بقيمة تتجاوز نصف مليون ريال!
ما الذي يحدث في جامعة تبوك..؟!
ومن أين يأتون بهذه الأموال التي يصرفونها، هل حصلوا عليها بعلاقاتهم الشخصية، وبالتالي لهم الحق في إنفاقها كيفما أرادوا.. وليس لنا حق في مساءلتهم؟
أم أنها ضمن موازنة الجامعة.. وخاضعة لقوانين الرقابة في البلد؟!
فإن كانت كذاك فما هو البند الذي خرجت هذه المبالغ الضخمة من خلاله!
بقي طلب وحيد خارج عن الموضوع، أود من باب الاطلاع لو أخبرتنا جامعة تبوك عن الأصناف الغذائية التي تضمنتها الوجبات الست.. الإنسان في هذا الشتاء البارد بحاجة لمعرفة الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية!