خلال الفترة الماضية انخفض عدد الذين يوجهون النقد للمؤسسات الحكومية..
لم يتغيّر شيء حتى يحدث ذلك.. ولم يكن هناك أية تعليمات، أو إيعازات، أو توجيهات مباشرة، أو غير مباشرة، بخفض سقف النقد..
الأمور تسير على طبيعتها وفي رتمها المعتاد..
ما الذي حدث إذن!
البعض -وهذه حقيقة وليست من باب المزح- لديهم وهم يعتادهم كل أربع سنوات، بأن سكوتهم خلال هذه الفترة سيقطع نصف طريقهم نحو مجلس الشورى!
صمت القبور.. بل إن بعضهم خلال هذه الفترة يقلب الموجة -كما يقال بالشعبي- ويبدأ يمتدح أداء القطاعات والوزارات والوزراء الحاليين والسابقين، ولسان حاله يقول أنا هنا.. شوفوني!
وخَراج هذه المسرحية الهزلية يكمن في: لعل وعسى أن يتم اختياره!
الشريحة الأخرى هم الأعضاء المتواجدون في المجلس نفسه.. يجتهدون، ويُجهدون أنفسهم في التناغم التام، ويصبغون مواقفهم وآراءهم ومداخلاتهم باللون الباهت، كل هذا لأجل التمديد مرة ثانية أو ثالثة..! والمؤكد أن صاحب القرار الحكيم لا يحب مشاهدة هذه المسرحيات.. ويعرف فصولها وأبطالها قبل وأثناء وبعد رفع الستارة.. لكن أين لهؤلاء أن يستوعبوا ذلك!
انتهى الموسم، وأسدل الستار على مسرحية شوفوني، وتم إعلان الأسماء.. وغالبيتها جاءت من الظل.. لا أحد يعرفها أو يعرف عنها شيئا..
هل قلتم: ما الذي سيحدث الآن؟
الأمر سيتجلى بوضوح.. كل صوت سيخرج من مخبئه الآن أعلم يقينا أن آماله تحطمت!
سيعود هؤلاء لطبيعتهم وألوانهم الطبيعية، وسيبدؤون بتوجيه سهام النقد لكل شيء..
ستمتلئ بهم البرامج التلفزيونية، وستنشط حساباتهم في مواقع التواصل مجددا.. وسيبحثون عن فرصة لكتابة مقالات تنتقد رؤية 2030، ومؤسسات الحكومة دون استثناء.. سيصبحون ساخطين على كل شيء حولهم!
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا.