لا يوجد شاب سعودي لا يحلم بامتلاك منزل خاص به..

لا يوجد شاب سعودي لا يحلم بامتلاك منزل خاص به.. الإيجارات أرهقت الناس.. وتكاليف البناء مرتفعة وامتلاك قطعة أرض تحول إلى دائرة المستحيل.. كانت بارقة الأمل فيما مضى من سنوات هي الانتظار والنظر إلى طوابير صندوق التنمية العقاري.. وهو ما أوجد مشكلة تنموية حقيقية بدأت آثارها تظهر بقوة خلال السنوات الماضية!
أما اليوم فالمراقب ـ المنصف ـ للشأن المحلي يدرك بوضوح أن الحكومة جادة في موضوع تملك المواطنين للمساكن.. بل إن خطواتها المتتالية المتسارعة تؤكد أنها عازمة على القضاء على هذه المشكلة، بل وتسابق الزمن!
كانت أول خطوة هي تحرير شروط صندوق التنمية العقاري، حيث تم إبطال شرط امتلاك أرض.
يطمئننا محافظ الهيئة العامة للإسكان الدكتور شويش الضويحي ـ خلال برنامج واجه الصحافة الذي يعده ويقدمه الزميل داود الشريان ـ بقوله إن الهيئة شرعت في إعداد الاستراتيجية الوطنية للإسكان.. لكنه ـ هداه الله ـ يفزعنا بقوله إنه يوجد في السعودية 4.6 ملايين مسكن مقابل 27 مليون نسمة!
يطمئننا بقوله إن مستقبل الإسكان في السعودية واعد، ونحن متفائلون جداً.. ويفزعنا ـ سامحه الله ـ بقوله إن 60% هي نسبة التملك للمساكن لدى السعوديين، أي أن نصف السكان لا يمتلكون مساكن!
شخصيا مطمئن إلى حد كبير إلى (تحركات) الحكومة في هذا الجانب بالذات، ومتفائل أن السنوات الخمس القادمة ستشهد قفزة هائلة في نسبة تملك السعوديين للمساكن لكن ـ وآه من لكن ـ كل ذلك بشرط واحد.. وهو ألا تتعثر مشاريع الهيئة العامة للإسكان.. الهيئة امتلكت مواقع كثيرة في المناطق، وبدأت بتسويرها لإنشاء المساكن.. لكن من الذي يضمن لنا ألا تتعثر هذه المشاريع لسبب أو لآخر؟! ـ حينها ستتفاقم المشكلة أكثر وأكثر.. وسيكون الحل معقدا أكثر من ذي قبل!