نحن لا ننتظر اليوم من الغرب أن يعيد حقوقنا المسلوبة، ولا أن يحمي أرضنا من طغيان وأطماع الملالي في إيران، بل عندنا ثقة بقيادة المملكة في مواجهة هذا المشروع

خلال وبعد انتهاء فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية نشر عشرات آلاف العرب أسئلة واستفسارات لمعرفة إن كان دونالد ترامب الرئيس الأميركي المنتخب أفضل أم هيلاري كلينتون، خصوصا لجهة سياساتهم في الشرق الأوسط، إيران، فلسطين وقضايا اقتصادية وسياسية أخرى، ومن أبرز ما تم نشره من أسئلة واستفسارات كان:
• من كان الأفضل في هذه المرحلة بالنسبة لنا كعرب هيلاري كلينتون أم دونالد ترامب؟
• من سينهي معاناة الشعب السوري وينهي نظام بشار الأسد؟
• من سيوقف المجازر الطائفية التي يرتكبها الحشد الشيعي الإرهابي في العراق وحزب الله في سورية؟
• من سيوقف إيران عند حدها ويفرض عقوبات جديدة عليها ويحد من نفوذها في العراق وسورية؟
• من سيعيد النظام إلى لبنان وينهي سلاح حزب الله الإرهابي هناك؟
• هل سيتم الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية أم سيتم دعم مستوطنات إسرائيل فقط؟
قرأت عشرات الأسئلة وشعرت كم أن شعوبنا أصابها اليأس نتيجة الأزمات المتتالية والقتل المستمر بحق إخواننا في سورية والعراق واليمن على يد إيران وميليشياتها الإرهابية لأسباب طائفية وتوسعية استعمارية تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة، وإعطاء إيران وروسيا نفوذا وسلطة أكبر فيها.
لكن ما لم يفكر به أي من الذين طرحوا أسئلتهم أنه لن يرضى عن أمتنا أي رئيس أميركي أو مسؤول هنا أو هناك، وأن مصالح هؤلاء وعلاقاتهم تأتي قبل أي حقوق لنا في سورية واليمن والعراق، وما سيعيد حقوقنا ويحقق لنا الحرية والاستقرار والازدهار هو سعينا خلف دعم حكوماتنا وقياداتنا في المنطقة العربية لمواجهة خطر إيران ومن خلفها وميليشياتها التي توسع من عملياتها الإرهابية على أشلاء أبنائنا.
علينا أن نذكر قول الله تعالى في كتابه الحكيم: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، كيف ونحن الآن أكثرية وأصحاب حق، ونناصر الأبطال في جيش سلمان بن عبدالعزيز، الذي لم يسمح لإيران بالتمادي في أنشطتها الإرهابية، وواجهها في اليمن عسكريا وفي العراق ولبنان سياسيا!
لا تعتمدوا على الإدارة الأميركية في القيام بما هو واجب عليكم أنتم أن تقوموا به، عبر تدعيم الجبهة الداخلية لأوطانكم ضد مخططات إيران، وعبر دعم قياداتكم وقواتكم المسلحة المرابطة على حدود المملكة لحمايتها وحماية كل دول الخليج التي يهددها الخطر الإيراني، إلى جانب الأخطار القادمة من تنظيمات إرهابية لا تقل مشاريعها خبثا عن إيران!
باختصار شديد، وكإجابة صريحة نجيب الذين سألوا عن الفرق بين ترامب وكلينتون وأيهما كان الأفضل بالنسبة للعرب، هو ما كتبه أحد الناشطين على موقع تويتر وقال فيه إنه لا فرق بين أبي لهب وحمالة الحطب، والأفضل لنا -كعرب ومسلمين- هو أن نوحد جهودنا ونشكل قوة مشتركة تسهم بالدفاع عن الأمة عند الحاجة، والوقوف خلف القيادة السعودية الحكيمة في تحركاتها العسكرية والسياسية، فبين ترامب وكلينتون: أنا مع سلمان بن عبدالعزيز، لإنهاء مشروع إيران وتحرير اليمن والعراق وسورية ولبنان!
نعم نحن لا ننتظر اليوم من الغرب أن يعيد حقوقنا المسلوبة، ولا أن يحمي أرضنا من طغيان وأطماع الملالي في إيران بقيادة خامنئي، بل عندنا ثقة بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة هذا المشروع، وسياساتها في التعاطي مع الملفين اللبناني والعراقي، ولا يجب علينا أن نفقد الأمل بحكمة هذه القيادة التي تواجه الأخطار بثبات وشجاعة وتحدٍّ وصمود.