مجاهد الرفاعي

عندما نتحدث عن الثورة السورية، وثوارها .. الذين لم يستطيعوا حتى اليوم استرجاع حقوقهم وكرامتهم المسلوبة .. بسبب يعود لمن ركب هذه الموجة العالية من الأحزاب الفاشلة أو المغلوب على أمرهم أو الطامعين بالشهرة.. إنهم لم يفهموا أساس قضيتهم (إنهم ثورة وثوار، وليسوا معارضين بحال من الأحوال)، وظل هؤلاء الغافلون (المعارضة المزعومة) يبحثون عن مستقبلهم ومستقبل وطنهم وسط تدابير سطحية، وعاطفية .. يتلاعب بهم دهاة الساسة يمينا وشمالا.
فمصطلح (معارضة) في القاموس السياسي يعني: أن هناك فئة أو فئاتٍ مجتمعية في بلد ما تعترض على نهج أو بعض توجهات من يحكم بلدهم ويسوس شؤون حياتهم .. وذلك تحت سقف نظام معترف بشرعيته، يتداول المتعارضون تحت مظلته سلطة إدارة حكم البلاد بالاحتكام إلى إرادة الشعب.
وفي السياسة.. مصطلح المعارضة مقترن (بالأحزاب السياسية) التي تعارض حكومة، أو مجموعة سياسية، أو حزب .. سواء في منطقة أو مدينة أو دولة، وتختلف درجة المعارضة من نظام سياسي إلى آخر.. ففي الأنظمة السلطوية تكون المعارضة مقموعة.
إذاً ما هي التسمية المناسبة للحالة السورية؟ وما الخلل في وصفها بأنها معارضة؟
• إن الوصف الأنسب لكم، ولتاريخكم، ولحالة شعبكم الثائر هو (ثورة، وثوار).
• أما عن الخلل في عبارة معارضة.. فهي تحشركم في طوابير (المعارضات المفبركة والمصنوعة) على عين الثلة النصيرية الحاكمة المحتلة المتسلطة في سورية.. من أجل خدمة غاياتها الخبيثة في إجهاض ثورة الشعب المتنامية بكل قوة وتألق.. فبعد أن أدركت هذه العصابة أن الشعب السوري حسم أمره، وأطلق ثورته من أجل إسقاطها وتحرير سورية من طغيانها، قررت الالتفاف على الثورة وإجهاضها بدعوته الماكرة الخبيثة للحوار مع من سماهم (معارضة!) .. بعد أن دفع بشرذمة من أتباعه ليعلنوا عن تشكيل فرق وهيئات معارضة .. تطالب بالحوار من أجل الإصلاح.
إن مهمة ما تسمى (المعارضة) التي صُنعت من أجلها، وتُوجّه كل تشكيلاتها المتعددة وفق خطة مدروسة لتحقيقها .. هي باختصار ما يلي:
1. شد أنظار العالم عن حقيقة، وشرعية الثورة السورية المجيدة.
2. تشويه حقيقة الثورة السورية المجيدة الموحدة والصامدة والمتنامية باطراد في أدائها ووسائلها.. من أجل إسقاط العصابة القرداحية المحتلة، وتحرير سورية من طغيانها وجرائمها.
3. إظهار الثورة السورية المجيدة.. بأنها مرتبطة بقيادات هزيلة في الخارج (متشاكسة، ومتناطحة) ولا شيء يجمعها.. وبالتالي ليس هناك ثورة.. إنما هي مجموعات مشرذمة.. حالها حال فلول ما تسمى المعارضة في الخارج .
4. إضفاء الشرعية السياسية على حالة العصابة القرداحية المتسلطة المحتلة في سورية .. على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، انسجاماً مع ما يتطلبه منطق العرف السياسي بشأن التعامل مع مصطلح (معارضة) ودلالاته.
5. تأييد مقولة العصابة القرداحية أن (المعارضة) هي من يعرقل مسيرة الإصلاح في داخل سورية .. بسبب انقسامها على نفسها، وارتباطاتها بأجندات خارجية .. وبسبب غياب رؤية موحدة لها بشأن الإصلاح في سورية.. بدليل أن القوى الإقليمية والدولية لا تلقي لها بالا، بسب حالتها المتردية .. التي لا تؤهلها لتكون على مستوى مصطلح (معارضة).
6. أن حالة المعارضة وتخبطها وتردي حالتها .. تؤكد أن مطلب سقوط النظام الحالي أو النيل من هيبته سيدفع بسورية نحو المجهول المدمر إقليمياً ودولياً .. لذا لا بد من التعامل مع الحالة السورية في إطار الحفاظ على النظام القائم، وفق صيغ سياسية تحقق إصلاحات سياسية واجتماعية بإشراف دولي عبر الأمم المتحدة.
إذاً فما هو الحل .. ؟
الحل موجود فطنت له الثورة منذ البداية .. فعمدت إلى تشكيل مجلس لها سمته (المجلس الأعلى للثورة السورية) .. وأصدرت بياناً توضح به هويتها وغاياتها وأهدافها .. ثم طرحت (مشروع ميثاق اجتماعي) حول مستقبل سورية السياسي، والاجتماعي .. ولكن للأسف كل ذلك تتجاهله بعض الجهات الإقليمية والدولية، وأطراف ما تسمى (المعارضة) لتمضي في تحقيق أجندتها الخبيثة، في إجهاض الثورة، والحيلولة بينها وبين تحقيق أهدافها المشروعة النبيلة.
وما هو المطلوب ..؟
1. أن تتنبه الجهات السورية الشريفة .. لحقيقة خدعة ومكر ما يسمى (المعارضة)، وأن تعود عن مهزلة المشاركة في جريمة تحقيق أهداف العصابة القرداحية وحلفائها الإقليميين والدوليين .. وتحقيق أهداف أصحاب الأجندات المتنوعة.
2. الالتفاف حول الثورة السورية، والمجلس الأعلى للثورة السورية والمجلس العسكري للجيش السوري الحر .. والانشغال بإسقاط النظام بكل الوسائل المدنية والعسكرية المتاحة.