إذا لم تجد إيران ردا حازما وصارما على تصريحات مسؤوليها، فإن الخطر سيتعاظم، والمطامع ستتسع، وحينها لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب

مجددا تؤكد تصريحات هيئة الأركان الإيرانية صدق المواقف السعودية تجاه القضيتين السورية واليمنية، وما يتعلق بهما على مستوى كافة التطلعات والآمال التي خطط لها مسبقا نظام الملالي في جمهورية إيران.
ليس الآن، لكن منذ سنوات طوال حذرت المملكة من تداعيات المطامع الإيرانية في المنطقة العربية، وحلم الهلال الشيعي الذي يستوطن مخيلة قادة نظام فارس، والذي سبق وأن تم الإعداد له بعناية فائقة لتنفذه خلايا وميليشيات وجماعات في دول عربية عديدة تتبع النظام في العاصمة الإيرانية طهران.
لم تكن تصريحات هيئة الأركان؛ الأخيرة في مسلسل التصريحات الإيرانية القبيحة والمستفزة، بل إنها واحدة من جملة التصريحات المتعددة لأحلام اليقظة التي تناوب على إطلاقها مسؤولو النظام الإيراني بمختلف مستوياتهم سواء الأمنية أو الدبلوماسية.
بيد أن المثير في التصريح الأخير والذي تناولته وكالات الأنباء العالمية المختلفة هو المكاشفة والوقاحة في المجاهرة بتلك المطامع. حيث نقلت وسائل الإعلام تصريحات الأركان الإيرانية بحلم القاعدتين البحريتين الإيرانيتين في سورية أو اليمن.
هذا المخطط القذر سبق وأن حذرت منه المملكة العربية السعودية، ووقفت حياله موقفا طرح سؤالا مهما ربما يعلم الجميع الإجابة الشافية له الآن حول الأسباب الحقيقية لإطلاق عاصفة الحزم في اليمن الشقيق منذ قرابة عام ونصف العام.
إن ما حملته تلك التصريحات يؤكد مجددا على المواقف السعودية الصحيحة تجاه ما يتم التخطيط له في بلاد فارس، ليس فحسب للأمتين العربية والإسلامية بل للعالم أجمع، بما أن الأطماع الفارسية قد امتدت لمحاولة الوصول والإحكام على أهم المضائق المائية حول العالم في خليج عدن وباب المندب.
ماذا يريد العالم بعد ذلك؟ وماذا تريد أميركا ولماذا هذا التجاهل والصمت؟ على الأقل للرد على تلك التصريحات التي أتت عقب فوز الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية مطلع الشهر الجاري، وقبل أن تطأ قدما الرجل كرسي الرئاسة للدولة العظمى في العالم.
النوايا أصبحت واضحة، بعد أن كانت خفية، وإذا لم تجد إيران ردا حازما وصارما على تلك التصريحات، فإن الخطر سيتعاظم، والمطامع ستتسع، وحينها لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، ويكفينا ما صدره هذا النظام للمنطقة العربية والشرق الأوسط من اختلالات واهتزازات على المستوى الأمني، تفاقمت معه مشاكل بعض الدول العربية وسط تنامي مخيف للتنظيمات الإرهابية بمختلف المسميات، وللتذكير فإن تلك التنظيمات تهاجم كل الدول بما فيها أميركا وروسيا ودول أوروبا إلا إيران.
وغير بعيد عن المواقف الأميركية والأوروبية تبقى بعض المواقف العربية محل حيرة وتساؤل، فهناك بعض الدول العربية تسهل مهام الحوثيين، ولا أدري ما الذي تريده تلك الدول لتغير موقفها بعد تلك التصريحات الإيرانية البغيضة التي تنتهك فيها سيادة قطرين عربيين شقيقين، لا زالا حتى الساعة يعانيان الويلات جراء الجماعات التابعة والخاضعة للنظام الإيراني.  
بصريح العبارة هل ترضى تلك الدول أن تكون عونا وسندا لتلك المطامع الإيرانية؟!
إن أي دعم لأي سلطة خاضعة لنظام الملالي في إيران يعني بوضوح دعم تلك المطامع، أيا كان نوع ذلك الدعم سواء بالتصريح أو بالتلميح، بيد أن تلك المواقف تصبح أشد وطأة إذا ما صاحبها أي دعم لوجستي أو مادي.
تبقى المملكة ثابتة في مواقفها، متمسكة بمبادئها في تعاملها مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، بيد أن المعركة الآن أصبحت أكثر وضوحا، والعدو واحد، وبالتالي فإن المواقف الرمادية لا تغني في هذه المعركة عن شيء.