خسارة مباراة في كرة القدم ليست نهاية المطاف، ولا يتعامل معها بكثير من التهويل والتأجيج إلا المتأزمون أو الانتهازيون الذين يتحينون أي إخفاق من أجل تصفية حساباتهم مع أشخاص على حساب الكيانات، وهؤلاء تحديدا آراؤهم لا يعتد بها كثيرا، لأنها تأتي غالبا على طريقة حق أريد به باطل، لكن هذا لا يمنح مسؤولي أي ناد مبررا لعدم العمل وتقديم الأفضل، بل عليهم أن يقاتلوا من أجل إثبات أنهم أهل للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن يقدموا مهر تواجدهم في هذا المكان بالأفعال لا بالأقوال، فما شاهدناه من ردة فعل جماهيرية وإعلامية غاضبة عقب خسارة الأهلي بطل الثلاثية في الموسم الماضي أمام الهلال لم تكن بسبب خسارة الفريق نقاط المباراة، بل بسبب شعورهم بأن فريقهم فقد هوية الفريق البطل الذي جندل خصومه في الموسم الماضي، فالجميع يذكر أن الفريق تلقى خسارته الوحيدة خلال الموسم الماضي أمام نجران الهابط لأندية الدرجة الأولى، لكنه سرعان ما عاد ومسح تلك الصورة الباهتة التي ظهر بها في تلك المباراة، ليحقق أغلى وأنفس البطولات والألقاب، لذا على إدارة الأهلي أن تتعامل مع خسارة الهلال بأنها خير لقاح لما تبقى من جولات، وأن تقدم لنا عملا مقنعا على أرض الواقع في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الإدارة على المستوى الشرفي والإعلامي والجماهيري، فالأهلاويون في مختلف مواقعهم لا يريدون من الإدارة الحالية إلا المحافظة على هيبة ناديهم في المقام الأول والأخير، فما شاهدناه من مستوى فني باهت أمام الهلال لا يليق أن يظهر به هذا الفريق الذي وفرت له كل سبل النجاح، والذي لن يرضى أنصاره وعشاقه أن يشاهدوه بذات المستوى في قادم المباريات.
هل وصلت رسالة العشاق الصادقة إلى إدارة ناديهم؟ أم ما زال للتفريط بهيبة الملكي بقية!.
الإجابة عن هذا السؤال العريض ستكشفه لنا الأيام المقبلة وإنا لمنتظرون!.