في وقت تقدمت عائلة قاضي محكمة الأوقاف والمواريث بالقطيف الشيخ محمد الجيراني، ببلاغ للجهات الأمنية تفيد فيه باختفاء القاضي من أمام منزله صباحا، أكد المتحدث الرسمي لوزارة العدل الشيخ منصور القفاري حرص واهتمام وزير العدل، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور وليد الصمعاني، بقضية اختفاء القاضي.
اختطاف بالقوة
أشار القفاري إلى أن الوزير وجه مدير فرع الوزارة في المنطقة الشرقية بالتواصل المستمر مع أسرة القاضي والجهات المعنية، لحين عودته إلى ذويه سالما معافى، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تملك القدرة التامة والمقومات العالية للتعامل مع هذه الجرائم الطائشة. وأوضح صهر الجيراني حسين حمود أن القاضي خرج من منزله الثامنة صباحا، متوجها لمقر عمله بمحكمة القطيف إلا أن الآثار تدل على عدم تحركه من أمام منزله ووجود آثار ترجح اختفائه بشكل قصري. وأكد عميد أسرة الجيراني أحمد الجيراني لـالوطن أن الجيراني تعرض للاختطاف بالقوة من أمام منزله بعد خروجه من منزله متوجها للعمل، حيث سمع أفراد عائلته صوت صراخه وشاهدوا شخصين ملثمين يقتادانه إلى سيارة بيضاء ولاذا بالفرار.
حوادث متكررة
تعرض الجيراني الذي تم تعيينه كقاض في دائرة الأوقاف والمواريث بمحكمة القطيف قبل نحو خمس سنوات لعدد من محاولات الاعتداء التي طالت أملاكه وأسرته، كان آخرها العام الماضي بعد أن أشعل مجهولون النار في أجزاء من منزله بشكل متعمد ولاذوا بالفرار، مما خلف أضرارا مادية بالمنزل وإصابة اثنين من أبنائه بجروح طفيفة وحالات اختناق.
وتعرضت قبلها مزرعته الخاصة بحي المحدود في جزيرة تاروت إلى حرق متعمد، وتخريب أدى إلى خسائر مادية كبيرة بالمزرعة، في حين تعرض منزله وسيارته لإطلاق نار بدون وقوع أي إصابات في الحادث بعد توليه منصب القضاء في المحكمة بفترة قصيرة.
استهداف قضاة القطيف
شكلت حوادث الاعتداء على قضاة الأوقاف والمواريث بالقطيف ظاهرة متكررة بعد أن تكررت الحوادث الأمنية التي تعرض لها قضاة المحكمة، حيث سبقت حوادث الاعتداء على القاضي الجيراني، حوادث سابقة استهدفت القاضي السابق الشيخ وجيه اللاجامي قبل تنحيه عن منصب القضاء، والذي تعرض لحادثتي حرق استهدفتا مزرعته ببلدة الأوجام لمرتين متتاليتين، لتتواصل حوادث الاعتداء بعد تولي الشيخ محمد الجيراني للمنصب وإعلانه عن مواقف واضحة وصريحة لكل حادثة أمنية في القطيف، رافضا من خلالها جميع الممارسات الفوضوية والإجرامية.
إدانة واستنكار
استنكر عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية في المحافظة الحادثة، معتبرين أن ما تعرض له القاضي الجيراني هو عملية اختطاف إجرامية.
وأكد الشيخ منصور السلمان في بيان له، أن ما حصل عمل مشين يدينه أبناء المنطقة العقلاء من إخفاء الشيخ محمد الجيراني عن الأنظار، ويبعث على شدة التحري في هذه الظاهرة، والتشديد على فاعليها، وعدم التواني لأن هؤلاء لن يقتصروا على فرد من أفراد المجتمع إذا تحققت مقاصدهم، بل سيواصلون طريقهم والمجتمع يبقى في قلق دائم.
وبين الشيخ حسن الصفار أن اختطاف الجيراني من أمام منزله يعتبر تحولا خطيرا في ممارسات عصابات الإجرام، واصفا الحادثة بالعمل الإرهابي المشين، مطالبا جميع الأهالي بالتعاون مع الجهات الأمنية في متابعة الموضوع.
في حين أكد القاضي السابق الشيخ عبدالله الخنيزي أن هذه الأعمال مستنكرة ممن كانت وعلى من كانت.