قبل سنوات قلت هنا: إنه من المضحك أن يأتي الحاج الصيني أو الهندي أو التركي .
قبل سنوات قلت هنا: إنه من المضحك أن يأتي الحاج الصيني أو الهندي أو التركي إلى بلادنا وبعد أن يقضي مناسك الحج ويعود إلى بلاده محملا بالهدايا يكتشف ذووه أن هذه الهدايا هي من إنتاج المصنع المجاور لمنزلهم في بكين أو بومباي أو إسطنبول.. أي أننا نستوردها منهم ونبيعها عليهم!
تماما كما لو سافرت إلى تايلند وأردت أن تشتري هدايا لأطفالك فاكتشفت بعد عودتك للسعودية أنها صناعة سعودية!
الحج مناسبة كبيرة دينية واجتماعية واقتصادية.. طالبت غير مرة ـ والمطالبة موثقة بالتاريخ واليوم ـ بإيجاد مصنع يحمل اسم صنع في مكة ينتج هدايا محلية الصنع ويتم بيعها على الحجاج.. وعلمت لاحقا عن تحركات بهذا الخصوص لكنني لا أعلم شيئا عن مراحل هذا المشروع الحضاري.. وهو ما يجعلنا نناشد سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بالتدخل للإسراع بأن يرى هذا المشروع النور.
لا يوجد أكثر لهفة على الهدايا من زوار بيت الله العتيق.. في الداخل من الممكن قبول الأمر على اعتبار أنه ليس ثمة هدية تليق بالمناسبة سوى الهدايا التقليدية المسواك.. والمسبحة!.. لكن حجاج الخارج لن يقنعم هذا الشيئ.. هم يريدون شيئا يبقى على مر الزمن يؤرخ لزيارة العمر ويبقى عالقا في ذاكرته ووجدانه وزوايا منزله!
أمس قرأت أن مهرجان المدينة المنورة الثالث للتمور والأغذية شهد أعدادا كبيرة من الحجاج الذين يريدون حمل شيء من منتجات هذا البلد إلى بلادهم.. وهو أمر إيجابي أن يترافق المهرجان مع موسم الحج، لكن صدقوني ذلك لن يغنيهم عن حاجتهم لهدايا خاصة مرتبطة بالمكان وتبقى على مر الزمان.. وحتى يرى المصنع النور ويبدأ بالإنتاج؛ ما المانع أن يقوم أحد المصانع الخاصة بإنتاج سجادة صلاة خاصة بمكة.. أو شالا أو غطاء للرأس أو ساعة.. أو ما شئتم، المهم أن يكون لها ارتباط بالمكان.. الأمر مهم ولكي تدركوا أهميته تخيلوا حاجا صينيا يقدم لزوجته هدية جاء بها من مكة المكرمة وقد كتب أسفل منهاصنع في الصين!