كنت أقول في كل لقاء ومؤتمر أُدعى إليه أين الشباب؟ لماذا نتحدث نيابة عنهم؟ نحن في وادٍ وهم في واد آخر، لنستمع منهم مباشرة، فربما لديهم من الأفكار والحلول الإبداعية ما يتجاوزوننا فيها بمراحل

أما الخبر: فنشرته صحيفة الوطن السعودية يوم الإثنين 14/2/1438، بعنوان (إرهابيون من 51 دولة استهدفوا أمن البلد)، وذلك نقلا عن ما صدر من المحكمة الجزائية التي قامت بمحاكمتهم، وفق ما صرح به المتحدث الرسمي لوزارة العدل.
هذا الخبر ليس خبرا عاديا، وإنما هو خبر مُحزن ومُؤلم، يقض مضجع كل محب لدينه ووطنه، ويُكدر خاطر كل رجل شريف يرى شذاذ الآفاق من كل دولة يتحزبون ضد وطنه وأهله، لكنه خبر مهم، يضع الإصبع على الجرح، ويُبيِّن أن أمننا بأيدٍ أمينة، تبطل كيد الأعداء مهما كانوا، فالشكر لصحيفة الوطن ورئيس تحريرها على نشره. وأما الاقتراح: فهو نقل هذا الخبر ليكون مادة حوارية مع طلاب الجامعات، بل والثانويات، لأن إشراك الشباب في أمر يتعلق باستهداف أمن وطنهم، وإطلاعهم على مجريات الأحداث التي تُخطط ضد بلادهم، في غاية الأهمية في نظري، لأن إحاطتهم بما يُحاك ضد وطنهم تجعلهم يتفانون في الدفاع عن وطنهم، ويصبرون على ذلك مهما أصابهم من الجهد، ولا أتصور أن يصبر الإنسان على ما لم يُحط به خُبْرا، مما يدبره الأعداء ويتواصون به، ولهذا قال الخضر لموسى -عليه الصلاة والسلام- كما في سورة الكهف: (وكيف تصبر على ما لم تُحط به خُبرا)، فلنحط شبابنا خُبْراً بما يخطط لبلادهم، ولنتحاور معهم، ولنقل ها هم الأحزاب من الإرهابيين تحزبوا ضد أمن وطنكم من 51 دولة، فماذا أنتم فاعلون؟ وكيف تبطلون مكرهم وكيدهم؟
فالشباب لديهم القوة والنشاط، والعزيمة والهمة، والغيرة والرجولة، مع ما لديهم من تمكن علمي في علوم العصر والتقنية، وما لديهم من سعة في الأفق، واستعداد لتحمل المسؤولية، متى ما أُعطوا الثقة، ووظفت طاقاتهم التوظيف الأمثل لخدمة دينهم ووطنهم، بينما إذا تم تجاهل الشباب، ولم يكن لهم أهداف سامية تنفع وطنهم، فإنهم سيكونون أهدافا لأعداء الوطن.
أقول ذلك: لما أراه في الملتقيات والمؤتمرات التي دُعيت لها، من عدم دعوة للشباب، وتجاهل لهم، مع أن تلك الملتقيات والمؤتمرات معنية بترسيخ الأمن ومكافحة التطرف. فكنت أقول في كل لقاء ومؤتمر أُدعى إليه أين الشباب؟ لماذا نتحدث نيابة عنهم؟ نحن في وادٍ وهم في واد آخر، لنستمع منهم مباشرة، فربما لديهم من الأفكار والحلول الإبداعية ما يتجاوزوننا فيها بمراحل.
سابقا يُقال: لا بد أن ننزل إلى أفكار الشباب، بينما الآن ربما نقول: لا بد أن ينزل الشباب إلينا بأفكارهم، ولهذا إذا تعسر أمر التقنية على الأب لجأ لأبنائه لإيجاد الحل، وليس العكس.
وإن كان الشباب بحاجة ماسة أيضا للكبار، لأخذ الخبرة، فالشباب لديهم قوة ونشاط، والكبار عندهم خبرة وأناة، وما أحسن أن ندمج قوة الشباب بحكمة الشيوخ.
فما الذي يمنع من دعوة الشباب والاستماع إليهم، لا سيما في مؤتمرات مكافحة الإرهاب؟
ولماذا لا تقام في الجامعات ملتقيات أو مؤتمرات للشباب لهذا الهدف؟
والمأمول من معالي وزير التعليم ذي الفكر النير، والعمق العلمي والتربوي، أن يُوجه بذلك.
فإن قال قائل ما الهدف من وضع هذا الخبر في متناول الطلاب؟
فالجواب: لأن وضع هذا الخبر المهم الذي نشرته صحيفة الوطن في مادة حوارية للطلاب في الجامعات، تحت إشراف أساتذة مُتمكنين، يثير عندهم تساؤلات منها:
1. إرهابيون من 51 دولة يستهدفون أمن بلادنا، لماذا بلادنا بالذات؟
2. إرهابيون من 51 دولة يستهدفون أمن بلادنا، من الذي جمَّعهم من دول شتى، ضد وطننا، وماذا يريد؟
3. إرهابيون من 51 دولة يستهدفون أمن بلادنا ، ما الرابط بينهم، وما الشعار الذي يجمعهم؟
4. إرهابيون من 51 دولة يستهدفون أمن بلادنا، ما وسائلهم، وما أدواتهم لتحقيق مآربهم؟
5. إرهابيون من 51 دولة يستهدفون أمن بلادنا، لماذا سلم منهم اليهود والنصارى ونظام الملالي وميليشياته الدموية، بينما تحزبوا ضد وطننا؟
6. إرهابيون من 51 دولة يستهدفون أمن بلادنا، فماذا قدمنا من جُهد لإبطال مكرهم وكيدهم؟
7. إرهابيون من 51 دولة ضد أمن بلادنا، فما الرؤى والمقترحات التي تجعل تحزبهم في تباب، وتجعلهم يتحطمون على صخرة وحدتنا واجتماعنا مع قيادتنا ورجال أمننا.