العواصم: الوطن، وكالات

على موقع المعارك المحتدمة بين قوات الجيش العراقي وعناصر تنظيم داعش في أطراف أحياء محافظة نينوى، أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس، أن استعادة مدينة الموصل من داعش ممكنة قبل حلول موعد تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب مطلع العام المقبل، إلا أن العملية تبقى صعبة.
ولفت كارتر إلى العوامل الطبيعية التي من الممكن أن تعيق أية عملية عسكرية على غرار الأحوال الجوية والمقاومة من الطرف الآخر، لكن لم يحدد الوزير الأميركي، كيفية حسم المعركة، خصوصا في ظل المقاومة الشرسة والتعنت الذي يبديه مقاتلو التنظيم المتطرف، في وقت أشارت فيه إحصاءات إلى أن ثلاثة أرباع مدينة الموصل مازالت تحت قبضة المتشددين.
وشدد كارتر على ضرورة مواصلة التحالف الدولي لعمليات إسناده للقوات العراقية على الأرض، إلى جانب استمرار عمليات التدريب والتنسيق وتزويد السلاح للشرطة وقوات الأمن العراقية.
وعقب هزائم التنظيم في عدة أحياء داخل الموصل ومحيطها، خلال الشهر ونصف الشهر الماضي، لا تزال العناصر المتطرفة ترد بشراشة وتستعيد المواقع التي خسرتها منذ أسابيع، حيث أعلنوا أمس مقتل 22 جنديا من الجيش العراقي في قرية كنعوص جنوب شرق المدينة، بالإضافة إلى وقوع الإصابات وتمدير العربات العسكرية.
ويأتي ذلك بعدما أكدت القوات العراقية أول من أمس أنها استعادت 4 قرى تابعة لناحية بعشيقة إلى الشمال من الموصل، عقب اشتباكات ضارية أدت إلى انسحاب التنظيم منها.

صعوبة الحسم
بحسب مراقبين، فإن عملية استعادة الموصل قد تعاني من صعوبة في حسمها لعدة عوامل، وهي أن الحرب غير متكافئة بين الجانبين، ما يعني استمرار حرب الشوارع بين عناصر مسلحة تتحصن بين الأبنية والمخابئ، وبين جيش نظامي يمتلك أعتى الأسلحة، بالإضافة إلى وجود العدد الكبير من المدنيين ما زالوا يعيشون داخل أحياء وقرى المدينة، فضلا عن أفكار ومعتقدات التنظيم المتشدد، الذي يعزم على الانتصار مهما كلف الأمر ذلك.
من جانبها، شنت طائرات من طراز -اف 16- تابعة لسلاح الجو العراقي، عدة غارات ليلية لأول مرة منذ بدء معركة الموصل في 17 أكتوبر الماضي. وجاءت تلك الغارات عقب تنصيب خبراء أميركيون أجهزة الهبوط والإقلاع الليلي في قاعدة بلد الجوية.
إجرام الدواعش
دمر عناصر تنظيم داعش، كل ما تبقى من أبنية في جامعة الموصل، الواقعة على الساحل الأيسر من المدينة، قبل أن ينسحب منها أمام تقدم القوات العراقية. وبحسب مصادر أمنية، فقد كان التنظيم المتشدد يستخدم المباني في الجامعة كمساكن له، ومعامل لتجهيز العبوات الناسفة وتخزين الأسلحة والذخائر، قبل خروجه منها وانعزاله في الساحل الأيمن للمدينة.
وتعتبر الأحوال الجوية ومشكلة المدنيين، من أبرز العوائق التي تواجه القوات العراقية في سبيل حسم معركة الموصل التي يشارك فيها نحو 100 ألف عنصر أمني، مقابل 4 إلى 5 آلاف عنصر داعشي في المدينة.