الرياض: سلطان البلوشي

انخفضت أسعار الحطب المحلي على الرغم من الانخفاض المستمر في درجات الحرارة في العاصمة الرياض بنسبة تتراوح ما بين 25-30%، ويستعد سكان العاصمة لتوفير وسائل التدفئة مع إقبال كبير على فاكهة الشتاء الحطب.
وبالتزامن مع ارتفاع الطلب على فاكهة الشتاء يزداد المعروض في السوق منها نظرا لتمسك العديد من فئات المجتمع بشراء الحطب لما له من طيب في رائحته والاستفادة منه في التدفئة والطهي خلال الرحلات البرية وجلسات السمر.

سوق العزيزة
يظهر للعيان انتشار البائعين في الطرق المؤدية إلى أماكن التنزه البرية والاستراحات، إضافة إلى محطات الطرق السريعة، حيث يتم توفيره من سوق العزيزة لبيع الحطب والفحم جنوب العاصمة بنوعيه المحلي والمستورد.
ويعد سوق العزيزة المصدر الرئيسي لسكان العاصمة، وتتوفر فيه كافة الأنواع، حيث تعرض المحلات سلعتها المستوردة نظرا لمنع وزارة البيئة والمياه والزراعة بيع الحطب المحلي بشكل رسمي، مما جعل عرضه في الأماكن المرخصة مخالفة يتم ضبطها من خلال فرق التفتيش، إضافة إلى أماكن متعارف عليها لبيعه في أماكن متفرقة على أطراف المدينة. وتشكل الأنواع المستوردة من السودان النسبة الأكبر بين المعروض، إضافة إلى توفر أنواع أخرى متعددة المصادر لتقاربه مع المحلي ولسعره المناسب.

انخفاض الأسعار
رغم توفر الحطب المستورد لا يزال الطلب على المحلي منه متى ما توفر من قبل المستهلك. وذكر أبوعبدالله أحد بائعي الحطب أن الأسعار لهذا العام بالرغم من تدني درجات الحرارة وبدء موسم بيعه شهدت انخفاضا يتراوح ما بين 25-30%، حيث بلغ سعر الشاحنة 10 -11 ألف ريال، والدينا 5-6 آلاف ريال والبيك أب 900 -800 ريال، وصولا إلى 10 ريالات للربطة من الحطب، والتي يقبل على شرائها أصحاب الاستراحات والمخيمات والكشتات وغيرهم.

حطب السمر
يقول سامي الفوزان، أحصل على ما أحتاجه من الحطب بزيارة لسوق بيعه، وأنتقي منه ما يناسب احتياجي لموسم الشتاء، وهو ما أحرص على تواجده بشكل أساسي في هذا الموسم لما لشبة النار من ارتباط بالأجواء الجميلة التي تزداد جمالا برائحة السمر وإعداد القهوة والشاي ولا يزال ما يتم استيراده من الحطب يفتقر إلى الجودة المأمولة، وتظل زيارة السوق في هذا الموسم من الطقوس الشتوية.
ويحتل حطب السمر المرتبة الأولى، حيث يعد أفضل أنواع الحطب لقوة عوده ودخانه الخفيف وجمرته القوية، وأفضل أنواعه سمر المدينة يليه حطب القرض والطلح ثم الأرطا، إضافة إلى أنواع أخرى، ويفضل عشاق فاكهة الشتاء الجيد منه ذا القشرة اليابسة الخالي من الرطوبة والخضرة والأكثر جمرا وأقل دخانا، ويبتعدون عن الحطب الواضحة عليه آثار دود الحطب، ويظهر منه ما يشبه البودرة، حيث تعتبر منتهية الصلاحية، وهذا يرجع إلى خبرة المستهلك.

تسويق إلكتروني
يتم تسويق الحطب المستورد والمحلي إلكترونيا من خلال الإنترنت بخدمات التوصيل والتقطيع حسب الطلب، حيث نشأت سوق رائجة لبيعه مستفيدين من وسائل التقنية وفتح الاستيراد لسلعة لن يتوقف عشاقها عن طلبها.
ومع فتح باب الاستيراد ومنع وزارة البيئة والمياه والزراعة بيع الحطب المحلي حفاظا على الغطاء النباتي ومراقبتها لأسواق بيعه لإحلال البديل بات المستورد يجد فرصة له في السوق لمنافسة المحلي، مما أسهم بشكل كبير في تدني أسعار المعروض منه لهذا الموسم.
وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة قامت في وقت سابق بتغليظ عقوبات المحتطبين بإصدارها قرارا يتضمن تعديل العقوبات الواردة في المادة 15 من اللائحة التنفيذية لنظام المراعي والغابات بمعاقبة كل من يتاجر أو ينقل الحطب والفحم المحلي بـ10 آلاف ريال للطن الواحد مع مصادرة ما يتم ضبطه حفاظا على الغطاء النباتي الطبيعي والحد من ظاهرة الاحتطاب التي أثرت سلبا عليه.