كنت دائما أتساءل: لماذا يخصص بعض الكُتّاب مقالات ثناء ومديح لمسؤولين أو حتى رجال أعمال؟ لماذا يمجِّد الكاتب في شخص كلنا نعرف أنه لا يستحق رُبع ما قيل فيه؟
وما زلت لا أعرف هل هذا الكاتب كَتب ما يؤمن به حقا أم أن له أهدافا أخرى؟ هناك الكثير من المقالات عن حنكة وحكمة المسؤول الفلاني وذكاء الوزير الفلاني وإخلاص السفير الفلاني. لدرجة تعتقد أن مسؤولينا لم يخلق مثلهم في العالم كله! رغم أن واقعنا يقول عكس ذلك تماما، بل وصلنا إلى مرحلة نجد فيها من يطبل لرئيس قناة عربية، أو من يقول قصيدة في رئيس تحرير صحيفة محلية! وهذا واقع ومنتشر لمن يعرف الوسط الإعلامي وليس من نسج خيالي.
وحتى أكون منصفا فمن الطبيعي أن يثني أحدهم على شخص يحبه أو معجب بطرحه، ولكن ما نراه اليوم ونقرأه هو مهين جدا لهذا الوسط، وفيه من الابتذال والخنوع الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُبرر بمحبة أو إعجاب! أصبحنا في سلسلة هرمية، كل واحد له معزب وكل معزب له معزب، لدرجة أن البعض آمن بأن هذا هو الأسلوب الأقصر للنجاح!
في ظل غياب المشاركة في اختيار مسؤول تكاد تكون العلاقات العامة هي الوسيلة الآمنة والوحيدة للوصول، لا سيما إذا كان الإخلاص والنزاهة في آخر الأولويات. فإذا سلمنا بهذا المنطق فهل يجوز لي انتقاد من أجبرتهم هذه البيئة على التزلف والتملق؟
وهل أستطيع لومهم لأنهم قدموا مصالحهم على حساب كرامتهم؟ أليس هذا شأنا يخصهم؟