لا يمكن لك أن تقنع إنسانا أن يغير وجهة تبرعاته مهما أوتيت من قوة البيان.
لا يمكن لك أن تقنع إنسانا أن يغير وجهة تبرعاته مهما أوتيت من قوة البيان، ومهما امتلكت من قوة الحجة، ومهما قدمت له من البراهين!
من السهل إيجاد المبررات لكن من الصعب إقناعه بها!
يقول وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الأخ الدكتور عبدالعزيز الخضيري إن ثقافة التبرع الخيري لا تزال بحاجة إلى توسيع في مفهوم الإنفاق الخيري والخروج من عنق العشوائيات التي يؤمن بها البعض.
ـ خلال موسم الحج يصر البعض أن تكون تبرعاته محصورة في نطاق الأكل والشرب.. ولأن ذلك غالبا ما يأتي عشوائيا فهو يربك عمل جهات النظافة!.
يقول الوكيل النشط في حوار أجرته عكاظ: قياسا لتجربة وقوفي على النفايات في يوم عرفة وجدت أن أكثرها هي أطعمة وصدقات لم يتم فتحها وكمية كبيرة منها تم دهسها بالأرجل، وكل ما نتمناه أن نصل إلى مستوى ووعي في عملية الصدقات وتحويلها من توزيع أغذية إلى أعمال خيرية أخرى، فمن يرغب في توزيع الأطعمة لماذا لا يساهم بهذا المبلغ في تحمل تكلفة حج أشخاص ممن لا يستطيعون الحج بطريقة نظامية، ليحوله من مفترش إلى حاج نظامي!.
ـ وهنا حجر الزاوية.. لا أحد يريد أن يقتنع.. خمسة آلاف ريال يتبرع بها محسن ما، لإطعام الحجاج، قد تذهب إلى أكوام النفايات.. فيتم ردمها أو إحراقها وتطير في الهواء.. وخمسة آلاف ريال أخرى يتبرع بها محسنٌ آخر، بدفعها نقدا أو يساهم بها في تحمل نفقة حج عائلة فقيرة وتكون بإذن الله أجدى وأبقى..
ـ أعتقد جازماً، في الختام، أن قنوات التبرع المحدودة، ليست مشكلة إجراءات أو تعليمات ومسموح وممنوع، بل هي مشكلة قناعات متجذرة في وجدان الناس هنا.. الناس ليست مستعدة لملء آذانها بكلام هي في النهاية ليست على أدنى استعداد لتصديقه أو العمل به!.