كعادتها خلال الهدنات السابقة، لم تحتج جماعة الحوثيين لأكثر من نصف ساعة حتى تخرق الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ظهر أمس، وقصفت عدة أحياء سكنية ومواقع عناصر القوات الموالية للشرعية في تعز والبيضاء ومأرب، وهو ما دفع المقاومة الشعبية إلى التحذير من مغبة استمرار تلك التجاوزات.
رغم التزام قوات التحالف العربي وقوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، بالهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ظهر أمس، إلا أن جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، انتهكوا وقف إطلاق النار بعد نصف ساعة فقط من سريانه، حيث شنوا قصفا عشوائيا عنيفا بالصواريخ والقذائف على مواقع القوات الموالية للشرعية والأحياء السكنية في مدينة تعز، كما قاموا بتجاوزات مماثلة في محافظتي مأرب والبيضاء.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة إنه بعد مرور نصف ساعة فقط على بدء سريان الهدنة، قامت قوات المتمردين في تعز بشن قصف عنيف، استخدمت فيه الدبابات ومدافع الهاوزر والهاون لاستهداف مواقع المقاومة الشعبية في عدد من المواقع، كما قصفت عددا من الأحياء المدنية التي تسيطر عليها قوات الشرعية، مثل ثعبات والضباب والجمهوري، مشيرا إلى أن عددا من النساء والأطفال سقطوا بسبب تلك الاعتداءات. وأضاف المركز أن سيارات الإسعاف هرعت بكثافة لمد يد العون للمصابين، كما تدافع المتطوعون للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
استغلال الهدنة
أضاف المركز أن المدينة لا تبدو فيها أي إشارات للهدنة، بل إن المتمردين استغلوا فرصة وقف المقاومة الشعبية لتقدمها الذي بدأته خلال الأيام الماضية، وكثفوا قصفهم لمواقع الجيش والمقاومة والمناطق السكنية بالمدفعية الثقيلة. مشيرا إلى أن القوات الموالية للشرعية تخشى أن يستغل الحوثيون الهدنة لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، بعد الضربات التي تلقوها خلال الفترة الماضية، ويقوموا بتحريك آلياتهم ومواصلة تهريب الأسلحة. وأكد أن هناك اصطفافا شعبيا واسعا خلف الجيش والمقاومة، وأن مئات المواطنين تدافعوا إلى مقر قيادة المقاومة الشعبية، وأبدوا استعدادهم للتطوع والقتال وإكمال مهمة تطهير مدينتهم من الانقلابيين.
تحذيرات المقاومة بتعز
حذر المتحدث باسم المقاومة الشعبية في تعز، العقيد ركن منصور الحساني، من مغبة مواصلة الانقلابيين لاعتداءاتهم بحق المدنيين والقوات الموالية للشرعية، مشيرا إلى أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ويتفرجوا على تلك الاعتداءات، وقال في بيان نشره على صفحته في موقع فيسبوك أطفال تعز يقتلون منذ عشرين شهراً، وانهار من الدماء سفكت في أحياء وشوارع تعز المدنية من قبل عصابة الحوثيين الإجرامية، ولم يحرك المجتمع الدولي ساكنا، واليوم عندما بدأنا نتقدم ونطهر تعز من دنس هذه الميليشيات تحركت الخارجية الأميركية، وفرضت الهدنة، وواصلت انتهاكاتها بحق المدنيين العزل، لذلك ومن واقع مسؤوليتنا في حماية أهلنا في تعز نؤكد أننا سوف نتحرك بنفس القوة التي كنا عليها خلال الأيام الماضية، ونكمل تحرير مناطقنا من الانقلابيين، إذا لم يكف الحوثيون عن اعتداءاتهم، وسنكون في حِلّ من أي التزام بالتهدئة.