عقيل حامد

في القرن الحادي والعشرين في قمة الحضارة والرقي الإنساني والتقدم العلمي في مختلف نواحي الحياة ولا صوت للعرب والمسلمين في مجلس الأمن الدولي، فهل من العدالة أن تنتمي دولة للمجلس وعددها لا يصل إلى ربع عدد المسلمين في العالم، وهل من العدالة أن تستخدم دولة واحدة حق النقض الفيتو لإبطال أي مشروع دولي ولو أجمع بقية الأعضاء عليه، فهل يعقل يا دول الحرية والديمقراطية أن يترك الشعب السوري يقتل ويذبح بهذه الطريقة البشعة الهمجية على يد سفاحي العالم المتحضر يا من تنادون بحق الأطفال والنساء في العيش بحرية وكرامة، بل تنادون بحقوق الحيوانات.
أين أنتم مما يقع في سورية من مجازر وانتهاكات، وهل يعقل أن يبقى العرب مكتوفي الأيدي هكذا لا دور لهم في مجلس الأمن ولا في العالم أجمع، إن ترك مجلس الأمن على حالته هذه ووفق ضوابطه الحالية المعمول بها منذ القدم هو بحد ذاته تخلف واستبداد وعنصرية، بل مؤامرة على الأمتين العربية والإسلامية، بقاء الحال على ما هو عليه يعني سيطرة الدول الأعضاء على قرارات المجلس، وبالتأكيد أن التصويت على أي قرار سيخضع لمصالح تلك الدول الأعضاء وحلفائهم حتى ولو كان التصويت يضر بمصالح غيرها، بل ولو أزهقت دماء غزيرة ودمرت بلدانا عديدة كما يقع اليوم في سورية والعراق واليمن وليبيا، فكل قرارات مجلس الأمن تخضع لمصالح دول الأعضاء وحلفائها، لهذا لم يتخذ مجلس الأمن قرارا حاسما وشجاعا ينهي معانات تلك الشعوب، بل لم يحقق حلا عادلا مناسبا للقضية الفلسطينية منذ أكثر من ستين سنة. العداء العالمي للإسلام وللحضارة الإسلامية واضح للجميع، والعداء القومي للعرب أشهر من نار على علم، ومن هنا أقول إن مجلس الأمن بوضعيته الحالية وتحالفاته المصلحية والعقدية والقومية لا يحقق للعالم العدالة والإنصاف، وخاصة لأمتنا العربية والإسلامية، لهذا يجب على العرب والمسلمين السعي الجاد لتغيير مجلس الأمن من حيث عدد الأعضاء وقوانينه ونظامه السائر عليه منذ القدم، وعليهم أن يكونوا عنصرا فعالا منه وفيه، لا أن يكتفوا بتقديم الطلبات واقتراح المشروعات ثم يجلسوا ينتظروا ماذا يقرر الأعضاء، فهذه مهزلة ما بعدها من مهزلة، فصوت العرب قوي متين وصوت الإسلام أقوى وأمتن وأنصع وأبهى وأعلى، وكيف لا وهو الدين الذي اختاره الله تعالى ليكون خاتم الأديان السماوية، وصالحا لكل زمان ومكان، وتكفل الله بحفظه من الزيادة والنقصان والانحراف والشذوذ والبطلان.
فهل يعقل يا أيها العالم المتحضر أن أمة تعدادها يفوق المليار ونصفه ولا صوت لها في مجلس الأمن، يا أمتي أفيقي وانهضي وخذي دورك في العالم أجمع، ولا تكتفي بالجلوس والمراقبة وانتظار ما سيقرره غيرك.