تزامنا مع مقتل 25 شخصا أمس، نتيجة انفجار سيارة مفخخة استهدفت أحد مقار حركة نورالدين زنكي المعارضة المنضوية في تحالف جيش الفتح، في مدينة اعزاز قرب الحدود التركية بمحافظة حلب، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش بالوقوف خلف التفجير، تتسارع وتيرة الأحداث بريف حلب الشمالي الشرقي، وتحديدا على مشارف مدينة الباب، وذلك بهدف الإسراع في السيطرة على القرى المحيطة بالمدينة، من قبل فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، وبين قوات سورية الديمقراطية الكردية، وقوات نظام بشار الأسد، في حين تحدثت تقارير ميدانية، أن كتائب الجيش الحر أصبحت على مرمى من مدينة الباب بنحو 2 كلم فقط، في وقت شكلت فيه هذه المدينة هدفا إستراتيجيا منذ انطلاق عملية درع الفرات التركية، بهدف طرد مقاتلي تنظيم داعش منها.
هدف إستراتيجي
خلال الأيام القليلة الماضية، أحرزت قوات الجيش السوري الحر، تقدما جديدا في المواجهات المهيئة للسيطرة على مدينة الباب، إذ سيطرت على 8 قرى جديدة تقع إلى الشمال الشرقي من المدينة، كانت تخضع لتنظيم داعش، وهي بصلجة، والشعيب، وحليصة، وأكداش، وحج كوسا، والعون، وبليسة، وسلوى، عقب مواجهات عنيفة مع عناصر التنظيم المتطرف.
وبحسب محللين عسكريين أتراك، فإن أنقرة تسعى جاهدة من خلال عملياتها العسكرية في المدينة، للحيلولة دون دخول قوات سورية الديمقراطية إلى الباب، بدليل تعزيز الجيش التركي خلال الأيام القليلة الماضية، من تواجده العسكري في المناطق الحدودية المتاخمة مع سورية، إذ إن تركيا ترى في وجود مثل هذه القوات أمرا يهدد أمنها القومي، بسبب اعتقادها بأن هذه الفصائل تتبع لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض حربا دامية معها طيلة 30 عاما.
تأمين الحدود
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي فكري إشيق أمس، إن بلاده تتطلع لاستكمال تأمين حدودها تأمينا تاما في النصف الأول من العام المقبل، في الوقت الذي تواصل قوات المعارضة المدعومة من تركيا حملتها لإخراج مقاتلي التنظيم المتطرف، مشيرا إلى أن المرحلة التالية من الهجوم التركي في سورية، ستتجه بالزحف جنوبا لتطهير المناطق في مدينة الباب من داعش. من ناحية ثانية ، بلغ عدد ضحايا القصف الجوي على أحياء حلب الشرقية شمالي سورية 94 مدنياً خلال 48 ساعة الماضية.
وأفاد المسؤول في الدفاع المدني نجيب الأنصاري بأن طائرات النظام والطائرات الروسية تقصف بشدة منذ يومين وبشكل متواصل أحياء حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، لافتاً إلى أن القصف أسفر عن وقوع 94 قتيلاً و150 جريحا.