أولاً- فيروس مايارو (MAYARO): يتسبب في الإصابة بمرض لا يمكن تمييزه سريريا عن فيروس شيكونغونيا، إذ يتشابهان في أعراض مثل الحمى والارتعاش وظهور طفح جلدي وآلام المفاصل، قد تستمر أكثر من عام. من المهم للغاية تحديد الفيروس المنتشر في الجسم، لأن اللقاحات المستخدمة للوقاية من مايارو وشيكونغونيا والأدوية المستخدمة لعلاجهما -والتي لم تكتشف حتى الآن- ستختلف تبعا لنوع الفيروس. والتشابه مع شيكونغونيا قد يكون هو السبب أيضا في التوقعات بانتشار فيروس مايارو. انتقل كل من شيكونغونيا ومايارو في بدايته عن طريق بعوض الغابات، ثم تكيّف فيروس شيكونغونيا بعد ذلك على الانتقال عن طريق البعوض في المناطق الحضرية، إذ تخطى عدد الحالات المؤكد إصابتها بالمرض في الأميركتين فقط في سبتمبر الماضي الـ100 ألف حالة.
ثانيا- حمى الوادي المتصدع (RIFT VALLEY FEVE): لا يشعر المصابون بحمى الوادي المتصدع سوى ببعض الحمى والارتعاش، لكن من الممكن أن تتطور إلى مرض نزفي يرافقه نزيف غير طبيعي، أو تتطور إلى التهاب في الدماغ. وإن ما يقرب من نصف الإصابات بمرض الوادي المتصدع النزفي تكون مميتة. ومنذ اكتشافه في كينيا في أوائل القرن الـ20 لم ينتشر فيروس الوادي المتصدع سوى في أفريقيا، لكنه انتقل إلى شبه الجزيرة العربية في عام 2000. وبحلول عام 2014 شهدنا العديد من حالات تفشي الفيروس، مما تسبب في إصابة عشرات الآلاف من البشر، ونفوق الملايين من الماشية، لكن لحسن الحظ فإن العمل على إنتاج لقاح هذا ضد الفيروس وصل إلى مرحلة متقدمة.
ثالثا- حمى القرم الكونغولية النزفية (CCHF ): تنتقل عن طريق حشرة القراد، وهذا يُعتبر أمرا جيدا لأن الأمراض المنتقلة عن طريق القراد تنتشر بصورة أبطأ من الأمراض التي ينقلها البعوض. أما عن الأمر السيئ، فمعدلات الوفيات لدى المصابين بحمى القرم– الكونغولية النزفية تصل إلى 40%. اكتشف هذا الفيروس في عام 1944، وانتشر من أفريقيا حتى وصل إلى الصين. في السنوات الأخيرة، ازداد انتشار الفيروس، فوصل إلى تركيا في 2002، مما أسفر عن إصابة 10 آلاف شخص بحلول عام 2015، ووصل إلى الهند في 2011. وفي إسبانيا، تم تسجيل أول حالتين مصابتين بالفيروس في سبتمبر الماضي، كما أسفر الفيروس عن حالة وفاة واحدة. يتسبب هذا المرض الفيروسي في نزيف من أي مكان في الجسم، بالإضافة إلى الحمى وظهور طفح جلدي. وعلى الرغم من وجود عقار لعلاج الفيروس، والذي يسمى ريبافيرين، إلا أنه ليس فعالا بالشكل الكافي.
رابعا- فيروس أوسوتو (USUTU): هو فيروس يصيب الطيور، وينتقل عن طريق البعوض. تشبه أعراض هذا الفيروس أعراض فيروس حمى غرب النيل، مثل الصداع والحمى، كما يؤثران على الجهاز العصبي، لكن حتى الآن، معظم المصابين بفيروس أوتوسو من البشر لم تظهر عليهم أية أعراض. ووفقا لدراسة فإن 6% من الإيطاليين ممن يعيشون بالقرب من مدينة مودينا قد أصيبوا بالفيروس مؤخرا، دون حتى أن يعلموا.
إن التغيرات المناخية تعني مزيدا من الإصابات بالفيروس من الطيور، وأكثر احتمالية لإصابة البشر كذلك.