نشر موقع بروجيكت سيندكيت مقالا للسفير الأميركي السابق في العراق وكوريا الجنوبية، كريستوفر هيل، أشار فيه إلى مسؤولية إيران عن استعار الحرب في سورية والعراق، عبر ميليشياتها الطائفية، مشيرا إلى أن النظام الدولي يفتقر إلى الأساليب الناجعة للتصدي والقيام بمهمة إنهاء هذه الصراعات.
وقال عندما ينتهي الصراع الدموي في سورية أخيرا، لن نشهد مواكب النصر، ولا لحظة التطهير الوطني. بل سنشهد في الأرجح ترتيبات سياسية تترك سورية داخل حدودها الحالية، ولكن في ظل حكم ذاتي يعكس التنوع، وانعدام الثقة المتبادل ــ في الوقت الراهن على الأقل ــ بين طوائفها العِرقية والدينية المتعددة. ولن يكون أحد سعيدا. فلا وجود للتجهيزات اللازمة لإقامة دولة مدنية، ولا توجد مؤسسات يمكن بناء التوافق الاجتماعي أو سيادة القانون حولها.
إلى أن يصبح في الإمكان تفصيل هذه المبادئ العامة بوضوح، فلن يكون بوسعنا أن نعتبر أن الحرب قد انتهت حقا. ولا تعمل اتفاقيات وقف إطلاق النار على أفضل نحو ــ ولا تصمد لأطول فترة ــ إلا عندما يدرك المتقاتلون أخيرا أن مجموعة من المبادئ التي يتفق عليها المجتمع الدولي الأعرض سوف تكون الأساس الذي يشكل مستقبل بلدهم.
آثار سالبة
حذر من تأثيرات ما يجري في سورية، قائلا من المرجح أن يكون تأثير الحرب الأهلية في سورية على المجتمع الدولي عظيما، نظرا لتأثيرها العالمي الأكبر. ففي مستهل الأمر جرى احتواء فيض اللاجئين داخل الجوار، وخاصة في الأردن ولبنان وتركيا، بل وحتى العراق. ولكن سرعان ما بدأ اللاجئون يتدفقون إلى أوروبا وأماكن أخرى، مما تسبب في اندلاع توترات سياسية في بلدان بعيدة عن الصراع. وسرعان ما أصبحت حشود اللاجئين التي تعبر حدود دولة أوروبية تلو الأخرى كناية عن كل ما يثير غضب عدد كبير من الأوروبيين في هذا العصر الذي تحكمه العولمة.
إخفاق دولي
أشار السفير الأميركي السابق إلى أن تدفق المقاتلين الطائفيين على سورية والعراق كان سببا مباشرا في استفحال الأزمة في كلا البلدين، مشيرا إلى التجاوزات الكبيرة التي اقترفتها تلك الميليشيات، وحمَّل الأمم المتحدة مسؤولية الإخفاق في التصدي لهذا التدخل، وانتقد بشدة إخفاق الدول الكبرى في التوصل إلى اتفاق بسبب تقديم مصالحها القومية، وأضاف كان الافتقار إلى إجماع دولي بشأن سورية، الذي انعكس في فشل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي سببا في زيادة الموقف السيئ على الأرض. وازدادت الأزمة عمقا وتعقيدا، بفِعل الدعم المستمر الذي يتلقاه المتقاتلون من دول في الشرق الأوسط، يبدو أنها لا تثق بالنظام الدولي، ومشاركة روسيا بشكل مباشر في القتال. ولو تدخلت الأمم المتحدة بصورة أكثر قوة لما وصل الأمر إلى ما هو عليه اليوم.
صراع القوى الكبرى
وجَّه هيل في ختام مقاله انتقادا حادا للتدخل الروسي بالقتال إلى جانب النظام، قائلا تسبب التدخل الروسي المباشر لصالح بشار الأسد في المزيد من التدهور، وحدثت مذابح كبيرة، وفشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي، سيرجي لافروف، حتى الآن في إيجاد أي طريق عملي إلى الأمام لإنهاء القتال. وإن المرء يتوق إلى اليوم الذي يخرج علينا فيه الوزيران من غرف المفاوضات ليعلنا على العالم أنهما توصلا إلى اتفاق على مجموعة من المبادئ التي ستوجه مستقبل سورية وتعمل على تحقيق الإجماع بين الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي ومع المتقاتلين أنفسهم.