بعد التصريح الذي أطلقه فضيلة الشيخ مطلق النابت الناطق الإعلامي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حائل من أن رجال الهيئة العاملين في الأسواق سيتدخلون بتوجيه الأوامر لأي امرأة بتغطية عينيها إذا كانت مثيرة للفتنة ... بعد هذا التصريح يتوجب على فضيلة الشيخ تكليف بعض رجالاته بوضع ضوابط واضحة لفتنة العينين التي يتحدث عنها والتي قد تكون نسبية تختلف مقوماتها من شخص إلى آخر ويجب إعلانها للناس لنتعرف عليها جميعا وتكون النساء على بينة من أمرهن (فيهلك من هلك عن بينة) وبناء على ذلك يجب تشكيل لجنة في السوق مكونة من عدد من رجال الهيئة ذوي الخبرة، حيث تعرض عليهم النساء أعينهن ويقوم الشيوخ الأفاضل (بالبحلقة فيها جيدا) للإفادة عما إذا كانت مثيرة للفتنة أم لا حتى تعطى تصريحا بالكشف عنها أم لا، وإن كنت أرى أنه من الأسلم أن تلزم النساء جميعهن بارتداء نظارات سوداء فوق البراقع والنقب عند دخول السوق حتى لو كان ذلك ليلا، وذلك من باب (سد الذرائع)، لكن فضيلة الشيخ أيضا لم يبين حال الكاشفات لوجوههن بكاملها هل يخضعن لاختبار الفتنة الدقيق هذا أم لا؟ وماذا لو لم تنفذ النساء تلك (الأوامر) التي سيوجهها رجال الهيئة؟ هل ستطعن بالسكين كل امرأة لا تمتثل لأمر رجالات الهيئة بتغطية عينيها كما حدث من قبل مع المواطن الذي رفض تغطية عيني زوجته؟ خاصة أنهم أجهدوا أنفسهم في تصفح أعين النساء.
أنا شخصيا أقترح على الشيخ النابت حلا أكثر عملية ومنطقية لصاحبات العيون الفاتنة واللواتي يرفضن تغطيتها أو لبس النظارة السوداء وهو أن تفقأ إحدى عيني هؤلاء النساء المتمردات ويطلق سراحهن بعد أن خرجن من دائرة الفتنة. لكن الشيخ لم يبين كذلك كيف سيتم التصرف مع الأشياء الأخرى المثيرة للفتنة في المرأة والتي لا ينفع معها التغطية بالقماش الأسود كالقوام طولا وقصرا وامتلاء ونحفا وكذلك صوتها بنبراته المختلفة؟ أنا أطالب فضيلة الشيخ ـ حفظه الله ـ بتبيان كل هذه الأمور وإيضاحها للغافلين والغافلات. فأنا مستبشرة خيرا بعد تحديد مواضع الفتنة في المرأة ومحاولة إيجاد الطرق العملية للقضاء عليها وإخفائها بعد أن أخبرونا زمنا أن المرأة كلها فتنة. هذا يعني أننا بصدد تغير جوهري يجعلنا ندخل من أكبر بوابات المستقبل وكلنا ثقة بالنساء، هذه الفئة التي يوكل إليها أمر تربية الأجيال وزرع الثقة والقوة فيها.