العواصم: أشرف الصباغ، الوكالات

فيما استؤنفت المعارك بين قوات نظام الأسد والفصائل المعارضة في مدينة حلب، بعد انتهاء الهدنة مساء السبت الماضي، لوحت روسيا بعدم إمكانية تمديد الهدنة، وتشاؤمها إزاء إمكانية الفصل بين مقاتلي المعارضة المعتدلة والعناصر الإرهابية، بينما دعا وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إلى التوصل لاتفاق هذا الأسبوع بشأن هدنة إنسانية جديدة لفترة أطول.
 وأضاف أن الأطراف المعنية لم تنجح حتى الآن في تحقيق ذلك، مشيرا إلى أن هدنة الأيام  الثلاثة الأخيرة لم تكن كافية، وأن برلين أعلنت منذ البداية أن ذلك ليس سوى مبادرة أولية فقط، ويجب أن تتحول إلى هدنة مستمرة. وشدد على أنه لا يمكن تخيل مستقبل سورية في ظل بقاء بشار في السلطة، بعد استمرار الحرب الأهلية هناك لخمس سنوات وسقوط نحو 350 ألف قتيل ونزوح حوالي 12 مليون شخص.
واعتبر مراقبون أن تصريحات الوزير الألماني تعبر بصراحة ووضوح عن موقف بلاده الذي تكرر أكثر من مرة على لسان المستشارة أنجيلا ميركل، حين صرحت بضرورة التعامل مع روسيا من جهة، وإمكانية فرض عقوبات بشأن الأزمة السورية من جهة أخرى. وذهبت أكثر من مرة إلى التأكيد على موقف بلادها بشأن ضرورة التسوية السياسية، بدون دور للأسد.
 تشاؤم موسكو
قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف في تصريحات صحفية، أمس مسألة تجديد الهدنة الإنسانية غير مطروحة، مشيرا إلى أنه من أجل إقرار هدنة جديدة من الضروري أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للنظام بسلوك مقبول، بعدما حالت دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية. ورأى أن الظروف غير متوافرة لعقد اجتماع جديد بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثامن من نوفمبر المقبل.
وكانت موسكو قد أشارت إلى أن الهدف من الهدنة التي انتهت كان خروج من يرغب من السكان والمقاتلين من الأحياء الشرقية، حيث يعيش نحو 250 ألف شخص، لكن لم يخرج أحد. كما لم تتم عملية إجلاء الجرحى التي كانت مقررة.
 تجدد المواجهات
تواصلت غارات قوات نظام الأسد أمس على مناطق عدة بحلب وحمص وريف دمشق، مما تسبب بسقوط جرحى تزامنا مع معارك متفرقة، بينما قُتل ثلاثة مسلحين من حزب الله اللبناني بحلب.
وأعلن النظام أن قواته استعادت السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي بحلب، فيما ذكرت شبكة شام أن المعارضة تصدت لمحاولات تقدم قوات النظام في جبهات صلاح الدين والعامرية وعزيزة، وأنها قتلت وجرحت العديد من عناصره .
ميدانيا، أفادت مصادر بأن طائرات النظام استهدفت بالبراميل المتفجرة محيط خان الشيح وأطراف بلدة الدرخبية في ريف دمشق الغربي، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة. كما أصيب مدنيون بينهم أطفال ونساء في غارات شنتها طائرات النظام على قرى الطيبة الغربية وتلدو وتلبيسة والرستن والفرحانية الغربية، بريف حمص الشمالي المحاصر، مما ألحق دمارا بالمنازل والممتلكات.
وأكد ناشطون أن القصف الجوي استهدف أيضا بلدات صوران وطيبة الإمام ولطمين بريف حماة، ومدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب، وعدة أحياء بمدينة دير الزور، وبلدتي الكبانة والخضر بجبال اللاذقية.
بدوره، قال الجيش التركي أمس، مع دخول عملياته في سورية شهرها الثالث، إنه أصاب عشرات الأهداف لتنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية في سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مما شل حركة الجماعتين.