كرة القدم ليست معادلة صعبة أو مستحيلة الحل، بل هي قراءات جهاز فني، وعطاء وروح لاعبين، وعمل إداري احترافي، فأي خلل يحدث من أحد عناصر هذه المنظومة حتما سيلقي بظلاله على نتيجة عمل المنظومة ككل، فمهما بذلت العناصر الأخرى من عمل ممنهج ومنظم، لن يكتمل نجاح ذلك العمل إلا بتناغم وتجانس جميع عناصر المجموعة التي يجب عليها أن تعمل بروح الفريق الواحد، الذي يسعى جميع أعضائه إلى تحقيق النجاح ولا شيء غيره.
والمتابع لمسيرة الأهلي هذا الموسم حتى الآن يلحظ أن الفريق ما زال فاقدا لهوية الفريق البطل الذي شاهدناه في الموسم الماضي، ويأتي في مقدمة أسباب ذلك التراجع، القناعات الفنية للبرتغالي قوميز، الذي منذ إشرافه على تدريب الفريق الأول لكرة القدم، خاض ما يقارب خمسة عشر لقاء ما بين رسمي وودي، إلا أننا نلحظ أن هذا المدرب الأنيق شكلا أفقد الأهلي أناقته الفنية داخل الملعب، فحتى هذه اللحظة ظل قوميز عاجزا عن تقديم نهج تدريبي يقنع أنصار الملكي بأن فريقهم ما زال قادرا على الاحتفاظ بألقاب موسمه الذهبي المنصرم، بالإضافة إلى أن عدم ثباته على تشكيلة واضحة المعالم، أدخل في قلوب عشاق قلعة الكؤوس الخوف على مستقبل فريقهم الذي يأملون أن لا يتنازل عن أمجاده بسهولة، لذا وجب على الأهلاويين أن يقولوا لهذا المدرب وبصوت واحد إنه الأهلي يا قوميز. نعم إنه الأهلي الذي يُهاب ولا يهاب، الذي ترتعد فرائص خصومه قبل منازلته، ولا يقبل أن تشاطره الفرق الصغيرة المستوى والنتيجة، الأهلي الذي يملك شخصية وهيبة الفريق البطل الذي لا يقهر إلا بصعوبة، فكل هذه الأشياء إن أدركها هذا البرتغالي حتما سنرى أهلينا الذي نعرفه يعود مجددا إلى مساره الصحيح وإلى موقعه الذي لا يليق إلا بهذا الفريق الكبير.