قبل ستة وثمانين عاما أعلن الملك المؤسس (عبدالعزيز) ـ طيب الله ثراه ـ وحدة البلاد تحت مسمى (المملكة العربية السعودية)، فتحقق حلم المواطنين الجميل، كانوا مشتتين تفصلهم أربع مناطق عن بعضهم (نجد والحجاز والأحساء وعسير)، يعانون من عوامل الفقر والجهل والمرض، إضافة إلى اختلال الأمن في الحواضر والقرى والبوادي.
ظروف سيئة أحاطت بالأمة قبل نهضة البطل الرمز وأعوانه من أنحاء الديار.. كانت فاتحة أمن واستقرار ورفاه نعم بها الجميع منذ تلك اللحظة وحتى هذه الساعة بفضل الله وتوفيقه.
الذكرى الغالية تفرض على كل مواطن أن يحمد المولى سبحانه، ويحافظ على مكتسباته، ولا يعطي الفرصة لأي حاقد أو حاسد أو متآمر أن ينال ولو ذرةً من تراب الوطن الغالي الذي شغل المساحة الأكبر من الجزيرة العربية من البحر إلى البحر، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، توحد بمعجزة أذهلت المؤرخين والباحثين، من حقه علينا أن نحبه ونحرسه وندافع عن وحدته ونقتدي بنبينا المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، حينما غادر (مكة المكرمة ) مهاجرا فرارا بدينه من تآمر كفار (قريش) تحسّر على فراقه لمسقط رأسه ومدرج صباه.
دامغا الحجة على من ينكر خصوصية الوطن والادعاء بالأممية المطلقة دون حدود شرعية.
أعجب لبعض الدعاة يستنكفون عن القيام إذا عُزف السلام الملكي رمز الوطنية التي لولاها بعد عون الرب المعبود لما شبع من جوع ولا اكتسى فاخر الملابس ولا امتطى المراكب الفارهة ولا سكن الدارات والقصور.
لكل الأحباب نقول كل عام وأنتم بخير وسعادة وازدهار في حمى الوطن الغالي، وندعو مخلصين بالنصر والتمكين للمجاهدين المرابطين على الحدود ... كان الله في عونهم.