لن يفاجأ اللبنانيون بالصاروخ الذي أعلنت إسرائيل أنها استخدمته في الحرب التي شنتها على لبنان في 2006، وأطلقت عليه اسم تموز أو يوليو، وهو شهر العدوان على لبنان.
فالصاروخ الذي اعتبرته إسرائيل قمة التكنولوجيا العسكرية، وأنه فارس أي حرب مقبلة، ليس ضد لبنان، وإنما ضد بلدان عربية أخرى، وينبئ بأن إسرائيل لن ترتدع عن نهج العدوان الذي فُطِرت عليه، وهي بهذا ترسل رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية مفادها أن كل العروض التي تقدم لها لن تكون ذات قيمة دون تطويع جميع الدول العربية، وليس الفلسطينيين وحدهم.
يقول بنيامين نتنياهو، إنه حتى لو صادقت حكومته على رزمة الحوافز التي قدمتها له واشنطن لوقف الاستيطان لمدة 90 يوما في الضفة الغربية، فإن الاستيطان سيكون في القدس الشرقية بلا هوادة، أي بمعنى أن الحلم الفلسطيني في إقامة دولة عاصمتها القدس الشرقية، في آخر مطاف المفاوضات، سيكون بعيد المنال، ومن رابع المستحيلات، بحيث تكون القدس قد تهودت وأصبحت عاصمة الدولة اليهودية بعد أن كانت عاصمة الدولة الإسرائيلية.
ربما تفاوض الإدارة الأميركية نتنياهو وعصابات اليمين الحاكم في إسرائيل من موقع الحاضن لدولته، الذي بإمكانه فرض شروطه عليها، دون أن تعي دولة الاحتلال أنه ما كانت لتتمرد على العرض المجزي الأخير لو أنها عاجزة عن فرض شروطها، خاصة أنها تعلم مدى الهوان والضعف الذي أصاب إدارة الرئيس باراك أوباما بعد الانتخابات النصفية الأخيرة.