دأب مجموعة من كتاب الخبرة على استفزاز القارئ بالسباحة عكس التيار ظنا منهم أن هنالك تيارا، فقرروا أن يمارسوا السباحة ضده، المشكلة هنا ليست في السباحة ضد أو مع، بل المشكلة أنه لا يوجد تيار!
1
تعاطي الحكومة مع الملفات أصبح أكثر رشاقة وشفافية، والشارع أصبح أكثر وعيا وقراءة للأحداث.. وهذا ما لم يدركه الكاتب الهرم!
*عزيزي القارئ: إيمانا مني بمشاركة القارئ للكاتب فإنني سأطلب منك طلباً وأُهديك مقابله نصيحة، أما الطلب فهو مساعدتي في ضبط كلمة الهرم بالشكل، وأما النصيحة فهو التوقف عن قراءة الفقرة الثانية إن كنت لا تحب النهايات السيئة!
2
دأب مجموعة من كتّاب الخبرة -سنستخدم كلمة الخبرة حتى نجد من يضبط كلمة الهرم بالشكل- في الفترة الأخيرة على استفزاز القارئ بالسباحة عكس التيار، مستعينين بكلمات شعبوية تتسول أساليب بلاغية وتتوسل عاطفة القارئ، ليس لعرض الفكرة، بل لعرض عضلاته من خلال الفكرة، وهذه الطريقة تلعب بعامل الخبرة، فهي نتيجة تراكمية لمجموعة من الحيل بدأت بالكتابة بصوت عال، وهذه الطريقة كانت ناجحة ومسوّقة للكاتب إلى وقت قريب قبل أن يحاصرها وعي القارئ ويسقطها، فقد كان يكفي الكاتب أن يوحي للقارئ بأن السقف يقف حائلاً بينه وبين الحقيقة التي تهم المواطن الكادح البسيط، لكن هذه الحيلة تساقطت أيضا، وكانت هشاشتها مفاجئة حتى لذوي العصفور الأزرق تويتر الذي أزال بمنقاره المجازي السقف، وكانت المفاجأة أن الرقيب كان سترا عظيما للكاتب، ثم جاءت طريقة الإيحاء من الكاتب بأن لديه مصادر في الحكومة، فيصبح يتنبأ بما سيحدث، وفي أغلب الأحيان هو يتنبأ في كل شيء لعل أن تصدف إحدى هذه التنبؤات ليأتي مزهواً وهو يردد: (ماني قايلكم؟)، وللإنصاف فإن رائد ومؤسس هذه المدرسة في العالم العربي هو الدكتور عبدالله النفيسي، ولأن الوعي لا يتجزأ فقد أسقط -الوعي- أيضاً هذه المدرسة، فلجأ الكاتب إلى مدح ما يعتقد أنه يُرضي الحكومة، ولأن صاحبنا يبني رأيه على معلومة يعتقد بأنها ستحدث، فإنه غالباً يخرج بنتيجة خاطئة فيتحول مقاله إلى شيء أقل من أن يثير هاشتاق سهرة في مضارب السوشال ميديا!
الحيلة الأخيرة التي تنامت مؤخراً هي أن يظن الكاتب أن هنالك تياراً فيقرر أن يمارس السباحة ضده، المشكلة هنا ليس بالسباحة ضد أو مع، بل المشكلة أنه لا يوجد تيار!، ولعل أقرب مثال هو الفكرة العبقرية التي توصّل إليها بعض الكتّاب من أن سفيرنا في العراق ثامر السبهان كان مهايطياً أكثر منه دبلوماسياً، أي أنه كان يعمل بآرائه الشخصية طوال هذه المدة، وكأن الحكومة ممثلة في وزارة الخارجية أرسلته هناك ونسيته طوال أشهر يعمل بطريقة خاطئة، وأحب هؤلاء الكتّاب أن يذكروا الحكومة به، هذا الاستنتاج الساذج كسر ظهر البعير -على افتراض أن هنالك بعيرا أصلاً- يجلب الضوء للكاتب، لكن مشكلته الضوء أنه قد يظهرك عارياً!
3
في هذه المقال استخدمت صيغة المفرد أحيانا، رغم أنني لا أعني أحدا بعينه، بل أعني كثيرين بأعينهم -أيضاً-، لكنه أشكل علي استخدام صيغة الجمع لـهرم ما لم نضبطها بالشكل أولاً، رغم ظني الذي يقترب من اليقين بأن جمع هرم ليس أهراماً!