ظلت الجامعة الأميركية في أفغانستان، التي فتحت أبوابها عام 2006، في حالة صمود لمواجهة حرب وعنف لا نهاية له. ففي الأسبوع الماضي مثلا شن مسلحون أفغان هجوما على الحرم الجامعي أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل، بينهم سبعة طلاب، وثلاثة من ضباط الشرطة وثلاثة آخرون من حراس الأمن، ويعكس هذا الهجوم مدى المخاطر التي تواجهها تلك الجامعة. ولكن عزيمة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، جعلتهم يتعهدون بالمضي قدما في أداء رسالتهم التعليمية، بنظرة متفائلة لتحسين الأوضاع مستقبلا.
والهدف من إنشاء هذه الجامعة المدعومة من الولايات المتحدة هو إعداد نخبة مثقفة لقادة أفغانستان في المستقبل. ومن أجل ذلك، قامت الجامعة بهذا العمل الجدير بالثناء، فضلا عن مواجهتها تحديات غير عادية. فلقد كافحت الجامعة لاجتذاب وإبقاء أعضاء هيئة التدريس الدوليين المؤهلين في بلد يزداد فيه الأمن سوءا. ففي هذا الشهر، جرى اختطاف اثنين من الأساتذة، أميركي وأسترالي، في كابول، ولم ترد أي أنباء عن مصيرهما.
ويبدو أن الجامعة ستبقى، على الأرجح، معتمدة على التمويل الحكومي الأميركي في المستقبل المنظور، الأمر الذي أثار تساؤلات حول جدوى استمرار التمويل على المدى الطويل.
في السنوات الأخيرة، استثمرت مليارات الدولارات من الولايات المتحدة وغيرها من الجهات المانحة في أفغانستان، كان للتعليم نصيب منها. وفي عام 2002، تم تسجيل نحو مليون صبي أفغاني في المدارس، في حين مُنعت الفتيات والنساء من الحصول على التعليم الرسمي.
وعلى مدى العقد الماضي، أنفق المسؤولون الأميركيون مئات الملايين من الدولارات في بناء النظام التعليمي في أفغانستان. لكن النتائج -كما هو الحال بالنسبة لكثير مما وضعته الولايات المتحدة للتحقيق في البلاد- كانت محطمة للمعنويات. فجزء كبير من البنية التحتية للمؤسسات التعليمية ثبت أنه غير مكتمل، بعد أن انسحبت القوات الأميركية من المناطق الريفية، وتوقفت العديد من المدارس، والقليل منها يمارس عمله بصعوبة.
ومع ذلك، فالأفغان لديهم الآن كثير من الفرص والموارد التعليمية أكثر من التي كانت متاحة قبل عقد من الزمن. ووفقا لوزارة التربية والتعليم الأفغانية، فإن أكثر من تسعة ملايين من الأطفال يذهبون إلى المدارس، أما الفتيات فيشكلن الآن نحو 40% من العدد الكلي للطلاب.
إذا كانت هناك أية فرصة لأفغانستان لكسر حلقة الفقر والعنف التي تحاصر أجيالها، فإن ذلك يكمُن في حماس الطلاب الذين يطمحون إلى بناء بلد أفضل ويرفضون تخويفهم من العنف، ولذا فإنهم يستحقون الدعم المطلق من العالم.