سهل جدًّا أن تضرب ما تشاء من المواعيد.. لكن جديتك في الأمر تتضح من خلال قدرتك على الالتزام بهذه المواعيد.
العام الدراسي في أغلب دول العالم يبدأ في وقت معلوم.. يستطيع الناس معرفة مواعيد الإجازات، والعودة، والاختبارات، لمدة عام قادم، أو أكثر..
نحن أيضا نعرف روزنامة العام الدراسي القادم، نعرف بدايات العام وإجازاته واختباراته، والكثيرون يحتفظون بها في كمبيوتراتهم وهواتفهم..
الفرق بيننا وبين الآخرين أننا لسنا متأكدين هل ستبقى هذه المواعيد كما هي أم ستقوم الوزارة بتغييرها؟
هناك نقطتان أود التركيز عليهما.. الأولى، يفترض بالوزارة طالما أنها وضعت مواعيد محددة أن تكون أول من يلتزم بها.. بمعنى: ألا تخرج علينا بعد فترة وتعدل مواعيدها.. تقدّم وتؤخر.. آلاف الأسر في السعودية -مواطنون ومقيمون- ترتبط حياتهم بمواعيد الوزارة.. فيرتبطون بحجوزات مبكرة.. بحثا عن مقاعد، وأسعار مناسبة، سواء أكانت حجوزات طيران أم فنادق أم مستشفيات.. وليس من اللائق أن تخرج الوزارة لتزف لنا خبر تقديم إجازة أو تأخيرها..
النقطة الأخرى وهي الأكثر أهمية، ووصلت لي من عدد من التربويين المكلفين بإدارة مدارس التعليم العام -رجال ونساء- خلال الأيام الماضية.. الوزارة تطالبهم بتنظيم عمل المدرسة ووضع خطة استعدادا لبداية جادة.. لكنها حتى الآن لم تنجز أعمالها المنوطة بها!
خذ لمحة سريعة: المدارس بحاجة إلى نظافة والوزارة لم تتعاقد مع شركات الصيانة بعد.. إدارات المدارس غير قادرة على وضع الجداول المدرسية لأن حركة النقل الداخلي تخضع لنشاط إدارة دون أخرى.. المقصف المدرسي لم يتم التعاقد مع مؤسسات مشغلة.. نظام نور لا يزال تحت التحديث، الحارس لا يعمل لأن عمله مرتبط بإجازة المدارس أساسا، الكتب حتى الآن لم تصل إلى المدارس!
لا أجد عذرًا مناسبًا للوزارة، لذلك ستمتلئ الصحف خلال بداية العام الدراسي بالشكوى من تعثر الدراسة وتقصير الوزارة!