أبها: الوطن

فيما انضمت الصين وأميركا رسميا الأسبوع الماضي إلى اتفاقية باريس للتغيّر المُناخي، وباعتبار ذلك خطوة إيجابية، لأن هاتين الدولتين أضخم الدول الباعثة للغازات، قلل تقرير من قيمة ذلك، مؤكدا أن العالم تأخر في الاستجابة للتغيّر المُناخي، مشيرا إلى أن الاحتباس الحراري سيحقق رقما قياسيا هذا الشهر. 

رقم قياسي
أوضح تقرير نشره موقع forbes، أن مستويات ثاني أكسيد الكربون عادة ما تستقر أواخر سبتمبر، أو بدايات أكتوبر قبل أن تبدأ عملية زفير ثاني أُكسيد الكربون، ولطالما انخفضت المستويات عند نقطة الزفير لما هو تحت  الـ400 جزء في المليون، وهو الرقم الذي أكد العلماء أنه من الصعب علينا أن نحافظ على المناخ في حال تخطيناه، ولكن في الأسابيع القليلة المقبلة عندما تأتي نقطة الزفير مرة أخرى سنتخطى هذا الرقم، ليحقق الاحتباس الحراري رقما قياسيا، ونودع للأبد ما تحت الـ400 جزء في المليون. وأضاف أنه في الخمسين عاما الماضية تسببنا في ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون 30%، وهو معدل سرعة مستمر في التزايد، حتى وصل إلى مستوى أعلى من أي وقت مضى خلال الـ15 مليون عاما الماضية، وهذا الأمر يؤكد وجود مشكلة لا خلاص منها في سياسات تخفيف آثار تغير المناخ الحالية، وأن حل المشكلة لن يكون بالسرعة الكافية.

سياسات غير مفيدة
أبان التقرير أن السياسات العالمية لن تفيد في الحد من المستويات العالمية لثاني أكسيد الكربون الموجودة في غلافنا الجوي اليوم، لأن اتفاقية باريس ستحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى الدولة فقط، بينما ستستمر المستويات العالمية بالتزايد، والسيناريو الأكثر تفاؤلا أن تعاون كل دولة بعزم على تخفيف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ربما يرجعنا إلى مستويات ما تحت الـ400 جزء في المليون بحلول نهاية هذا القرن.

تكاليف مضاعفة
أكد التقرير الحاجة إلى التخفيف والتكيف معا، وهو ما سيكلف أكثر مما كان سينفق إذا عولجت مشكلة غازات الاحتباس الحراري منذ وقت طويل، ففي عام 1990 أكدت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، أن العالم بحاجة إلى تقليل الانبعاثات بـ2% فقط، وذكرت أن ذلك سيبقينا في عالم تحت الـ400 جزء من المليون، ولكننا فشلنا في اتخاذ الإجراءات اللازمة آنذاك، والآن أصبحنا نواجه تكاليف مضاعفة، مشيرا إلى أن التخفيف مكلف، ولكن التكيف سيكون مكلفا أكثر.