فيما قررت الأمم المتحدة وقف قوافل المساعدات في سورية فورا، بعد قصف قافلة مساعدات أول من أمس في ريف حلب، أسفر عن مقتل 13 من الهلال الأحمر السوري، رأس وزير الخارجية عادل الجبير أمس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية حول سورية، الذي عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبحث الاجتماع، الذي رأسه وزيرا خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، مستجدات الأوضاع في سورية، بما في ذلك الهدنة الهادفة إلى إيصال المساعدات للشعب السوري المحاصر.
بيان الخارجية الأمريكية
قال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أمس، إن الدول الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سورية تضم 23 بلدا ومنظمة دولية، اتفقت على أنه رغم العنف المستمر، فلا زال هنالك ضرورة ملحة للسعي من أجل وقف للأعمال العدائية في كافة أنحاء سورية، أساسه الترتيبات التي توصلت إليها كل من الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع الماضي في جنيف.
وأضاف أن الاجتماع بحث أهمية الاستمرار في الضغط على تنظيمي داعش وجبهة النصرة، مع الاعتراف بوجود صعوبة في التمييز بين النصرة والمعارضة المعتدلة في أجزاء من البلاد.
وأشار البيان إلى أن المجتمعين شددوا على ضرورة إنهاء القصف الجوي العشوائي للمدنيين بسورية والذي تستغله الجماعات الإرهابية، وأكدوا على أهمية توفير الظروف اللازمة لاستمرار المباحثات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في الأسابيع المقبلة.
اجتماع لاحق
كشف البيان عن اتفاق ممثلي الدول الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سورية، على الاجتماع في وقت لاحق من هذا الأسبوع لم يتم ذكر موعد محدد، لبحث الخطوات القادمة المتعلقة بحل الأزمة السورية.
ودان وزير الخارجية الأميركي خلال الاجتماع، وفق البيان، الغارات الجوية التي وقعت أول من أمس وأدت إلى مقتل عمال الإغاثة الذين كانوا يحاولون إيصال الغذاء والماء والأدوية إلى المناطق المحاصرة في حلب.
وكان المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي قد أعلن خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن المنظمة الدولية علقت تحركات كل قوافل المساعدات في سورية بعد الغارة الجوية التي نفذها نظام بشار الأسد وأدت إلى حرق 20 شاحنة بمن فيها.
الحل سياسي
شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في كلمته أمام رؤساء الدول والحكومات المشاركين في افتتاح النقاش العام للدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، على أن الحل في سورية لن يكون عسكريا.
وفي الوقت الذي اتهم أوباما روسيا بـمحاولة استعادة مجدها الماضي عن طريق القوة، أقر بأن واشنطن لا ينبغي لها أن تفرض رؤيتها على الدول الأخرى (دون تقديم مزيد من التوضيحات).
من جانبه، حمل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نظام الأسد مسؤولية فشل وقف إطلاق النار في سورية.
إدانات متكررة
أعرب منسق الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية رياض حجاب خلال اجتماع في نيويورك أمس، عن أسفه لأن العالم يتفرج على المأساة الجارية في سورية من دون أن يحرك ساكنا، رافضا في الوقت نفسه التعليق على إعلان النظام انهيار الهدنة.
وقال المسؤول الكبير في المعارضة السورية، كفى يعني كفى. العالم يتفرج ولا يحرك ساكنا في حين أن من واجبه أن يضطلع بمسؤولياته ويضع حدا لتصرفات هذا النظام المجرم.
ورفض التعليق على الوضع الراهن وانهيار الهدنة التي سرت لمدة أسبوع كامل بموجب اتفاق أميركي روسي.
وتساءل حجاب، كم من قرارات اتخذ مجلس الأمن الدولي حول سورية؟ إنها قرارات عديمة الفائدة.
وأضاف أن روسيا وإيران تسفكان الدم السوري، والنظام يفرض عمليات ترحيل قسرية للسكان ويقصف المستشفيات ويلقى بآلاف البراميل المتفجرة وسواها من الأسلحة المحظورة والعالم يكتفي بالتفرج.
رحيل الأسد
جددت تركيا موقفها الثابت بأنه لا يمكن تحقيق السلام الدائم في سورية بدون الإطاحة بنظام الأسد من السلطة، وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه لا للأسد في المرحلة الانتقالية بسورية، وأن بلاده ثابتة على هذا الموقف.
وأوضح إردوغان أن بلاده تبذل جهودا مضاعفة لإنهاء الأزمة السورية، وتكافح من أجل تطهيرها من المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديدا خطيرا على المنطقة برمتها، فضلا عن سعيها لإيجاد حل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية.