المدينة المنورة: مريم العبدالله

وصفت سعوديات مشتركات في احدى خدمات التنقل عبر المركبات الخاصة احدى خدمات عدد من سائقي هذه المركبات بـالذئاب البشرية، وفي نفس الوقت دشّنّ حملة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ينادين عبرها كل المشتركات بمقاطعة هؤلاء السائقين الذين يحملون أيضا الجنسية السعودية، ويبدو أن للأمر علاقة كبيرة بالتحرش الذي يتعرض له كثير من زبونات سيارات الأجرة.

نسبة كبيرة
كشفت مواقع متخصصة في جمع إحصائيات هذه الشركة مؤخرا عن نسبة النساء السعوديات اللاتي يستخدمن الخدمة في المملكة وقدرتها بـ 80%، مرجعة السبب في ذلك إلى أسباب اجتماعية من أبرزها حاجة المرأة السعودية إلى التنقل، إلا أن هناك عددا من المشاكل التي تواجه هذه الخدمة في السعودية بشكل حصري، ومنها إلغاء الكثير من الطلبات بالإضافة إلى ورود عدد كبير من الشكاوى المتعلقة بالتحرش.

التنكر كمقيم
دفعت المشكلة القائمة حاليا عددا من الشبان السعودين العاملين في هذه الخدمة إلى التنكر كمقيمين وذلك لتلبية طلبات الزبائن من النساء اللاتي انتشر بينهن انطباع كبير بأن السائق السعودي لا يصلح لهذه المهمة.
وقال خالد الحربي، أحد العاملين في الشركة، إن عدد طلبات إلغاء الرحلة التي تصله يوميا يقدر بأكثر من 50% من نسبة الطلبات التي ترد إلى هاتفه، ما حدا به إلى كشف رأسه كي لا تظن الزبونات أنه سعودي.
في الإطار ذاته، برر محمد الغامدي، وهو أحد سائقي الشركة، عزوف الفتيات عن الركوب مع السائق السعودي إلى أن فكرة وجود سائق سعودي لم يعتد عليها المجتمع بعد، وأن الأمر يحتاج مرونة فقط كي يعتاد المجتمع على وجود سائقين سعوديين.

تساؤلات الجيران
تشير المعلمة دنيا الباز إلى أنها تستخدم الخدمة بشكل دائم، ولكنها تعترف أيضا أنها تلغي الطلب عبر تطبيق الشركة عندما تعلم أن السائق سعودي الجنسية. وأضافت أن المرأة السعودية لا تستسيغ أمر نزولها أمام الجيران مع رجل سعودي الجنسية، وتعد ذلك أمرا مثيرا للشك والتساؤلات.

ناشطات ينظمن الحملة
نظم عدد من الناشطات السعوديات على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاقا للتعبير عن رفضهن الركوب مع السائق السعودي وهو الأمر الذي قابله الكثير من المغردين بالاعتراض، في حين كشفت الشركة مؤخرا عبر موقعها الرسمي عن استعانتها بـ 40 شابا سعوديا للعمل لديها. وفي حين تباينت ردود الفعل حول هذه الحملة، إلا أن هناك أصوات نسائية كثيرة دعت إلى دعم الشبان السعوديين وعدم الذهاب في الظن إلى أنهم كلهم يمارسون ما تحاول هؤلاء الناشطات إثباته لدى الكثير من مستخدمات الخدمة.

انطباع مغلوط
توضح الأخصائية الاجتماعية رؤى الشريف أن سبب الشك المزروع في نفوس الفتيات هو ثقافة المجتمع ورواسب وتراكمات من حوادث خطف واغتصاب وأخبار متداولة قديما. وأضافت أن المجتمع السعودي لم يراع أن الشاب السعودي مواكب لعجلة الحداثة والانفتاح، فالصورة المغلوطة عنه يتحملها ظلما بسبب تصرفات خاطئة من قبل شباب غير أسوياء، كما أن طلب الشخص لرزقه يجب أن يقابل من الجميع بالمساعدة وعدم الوقوف في وجهه فالجميع يستحق فرصة.
يذكر أن هذه الشركة أكدت عبر موقعها الرسمي وعممت على جميع سائقيها أن عقوبة الفصل تنتظرهم في حال ثبت على أي منهم التواصل مع أي فتاة بعد نزولها، أو حتى القيام بأحاديث غير ضرورية أثناء الرحلة.