منصور سندي

جاؤوا من الحلمِ، أم جاؤوا من الأرقِ
إنْ أَقبَلَ الصُّـبحُ يَقتانون من عَرَقي

قَـضَوا على الطِّينِ، حتى قامَ آخِرُهم
في زحمةِ الطينِ ما يـغني عن الغَرَقِ

بَنَوا مِن الحُزنِ ما لَو قُمتُ أَهدِمُهُ
لضاع عمري، وغير الحُـزنِ لَم أَذُق

وفي انحناءةِ ظِـلِّي، رعشةٌ عَـبَرَت
إلى الحنايا، أقامَت صَـحوةَ العَلَقِ 

هنا طريقي، هناك الدَّربُ يَغمِزُ لي
وحـدي، أَجُـرُّ حِـبال التِّيهِ في طُـرقي

ذكراهمُ في دَمِي، لَو قطرةٌ سَقَطَت
على دروبِ النَّـوايا، أدرَكَتْ قلقي

يَهُزُّني ظِـلُّهُم مُـذ كنتُ مُـنتَبِذاً
أقصى السَّـماءِ، أَلُمُّ النَّـجَمَ في الغَسَقِ

لَـم تَأتِ ذاكرةُ الأسماءِ حين أَتَـوا
لم أبكِ إلا اشتهاءَ الجِـيدِ للعَـبَقِ

بِأَيِّ آلاءِ قَـلبي كَـذَّبوا لُـغَتي
حاءٌ وباءٌ، ونبضٌ بَـعدُ لَـم يَـثِقِ

يَـوماً أَراهُـم وفي أَحـداقِهِم مَـطَرٌ
يـوماً أَرى الغَـيمَ مَـصلوباً على الحَدَقِ

مُـنذُ التَقَـينا.. أرى الأقدارَ تَـرمُقُنا
من أَوَّلِ الحُـبِّ، كُـنَّا آخِـرَ الرَّمَـقِ

كيف التَقَـينا على شَـمسٍ وأغنيةٍ؟!
كيف افتَرَقـنا، على أُرجُـوحةِ الشَّـفَقِ؟!

أُحِـبُّهم، لستُ أدري! كُلُّ قافيةٍ
كَتَبتُها عَـنهُمُ ضَـلَّت عَـن الوَرَقِ!