بلغت نسبة استخدام بطاقات الائتمان بين طلاب الجامعات في السعودية 30% في الوقت الذي سجلت نسبة شرائح المجتمع المستفيدين من تلك البطاقات 70% في الوقت الذي يجهل هؤلاء مخاطر تلك البطاقات، وذلك حسب ما كشف عنه عضو جمعية الاقتصاد الدكتور عبدالله مغلوث لـ الوطن، وقال إن ارتفاع معدل استهلاك البطاقات الائتمانية في السعودية عبر البنوك المحلية خلال العام الماضي حقق دخلا مرتفعا لكافة المصارف، فنجد طلاب الجامعات وشرائح المجتمع يقبلون على ذلك النوع من البطاقات بنسب متفاوتة، مبررا ذلك بعدة أسباب، منها التسويق المكثف لها من قبل موظفين متدربين على جلب أعلى نسبة من المشتركين لتلك البطاقات بكافة القطاعات الحكومية والخاصة، مما تسبب في حدوث هستيريا لدى الشباب في الحصول عليها وصرفها في شراء مستلزمات خاصة وكماليات فسهولة استخدامها ساعد على كثرة إقبال المستفيدين لتلك البطاقات دون أن يكون لديهم وعي أو ثقافة حول معرفة مخاطرها .
%82 عبر الإنترنت
أضاف مغلوث أن نسبة استخدام السعوديين لتلك البطاقات عبر الإنترنت 82 % في الوقت الذي تجاوز عدد المستفيدين منها بكافة الفئات 70 % ونسبة طلاب الجامعات 30 %، كاشفا أن استخدامها في السعودية عبر الإنترنت بدخول لمواقع شركات التسويق لشراء مستلزمات، مما تسبب في وجود مخاطر من شركات ومؤسسات تلجأ إلى تشفير أرقام البطاقات العملاء الائتمانية عن طريق المواقع التسويقية، وبالتالي يقعوا ضحية النصب والاحتيال، ويتم اختراق الحسابات البنكية لهم والحصول على مبالغ مالية عن طريق اختراقات تلك الحسابات، كما حدث في الهند وأوروبا. وحذر المغلوث من عدم التساهل في استخدامات البطاقات الإلكترونية عبر الإنترنت وأن يختصر استعمالها على مواقع الشركات والمؤسسات المعروفة عالميا، مضيفا أن البطاقات الائتمانية تعتبر الأداة المالية المرنة والأكثر اعتمادا وقبولا في التعاملات الدولية بالسفر، بينما في الداخل ليس ضروريا الاعتماد عليها.
الحماية المالية
قال الخبير الاقتصادي سالم باعجاجة لـالوطن: يلجأ عدد كبير من المواطنين إلى التسوق عبر بطاقات الماستر كارد أو الفيزا في العديد من المجالات التسويقية، والسياحية، والاستهلاكية، نظرا لما توفره من خدمات مصرفية مناسبة لجميع الفئات وسرعة استخدامها وخاصية الأمان في استخدمها دون الحاجة لحمل مبالغ نقدية، كما أن البنوك التابعة لتلك البطاقات تقدم عددا من العروض والتخفيضات التي شجعت المستهلك على اقتنائها، لتسهيل عملية الشراء من أي مكان في العالم، إذ إن هذا النوع من البطاقات يخضع لأنظمة أمنية تحمي حاملها من خلال إيقافها في حال تمت سرقتها أو إصدار أخرى في حال التلف أو انتهاء مدة الصلاحية. وقال باعجاجة إنه يفضل استخدام هذه البطاقات داخليا وخارجيا أثناء السفر للحماية المالية من السرقة.
المزايا والمخاطر
أكد مصرفي بإحدى البنوك فهد الغامدي أن كثرة إقبال السعوديين على استخراج بطاقات الائتمان تعود لسهولة استخدامها، وكذلك تسهيل البنوك للعملاء في الحصول عليها، مع وضع مبلغ مالي محدد فيها يمكن المستفيد من تنفيذ عمليات مالية وائتمانية في حدود لا تتجاوز ذلك المبلغ، مؤكدا أنه قبل استخرجها لابد أن يعرف العميل مزايا ومخاطر وعيوب استخدامها، ولكن نجد 90 % من العملاء يطلبون البطاقات دون الاستفسار عن مخاطرها أو تحديد الحاجة من استخدامها وهل هي لاحتياجات ضرورية أم كمالية، وما البدائل المتاحة عوضا عن بطاقات الائتمان، مما يوقع أغلب المستفيدين من البنوك في تعثر عن السداد، وبالتالي يصبح العميل عرضة لدخول ضمن المتعثرين في سمة، وذلك نتيجة ضعف التوعية لدى المستفيدين.