يقوم السلاح الجوي الأميركي بتوجيه ضربات
دقيقة ضد معاقل تنظيم داعش في سرت الليبية
وقد تستمر تلك الضربات الجوية لفترة مقبلة،
وتعتمد نهايتها على حاجة ليبيا. ووفقاً لما ذكرته
وكالة أنباء أسوشيتد برس، فإن هناك قوات
أميركية خاصة على أرض الواقع في ليبيا، مسؤولة عن
الاستطلاع والاستخبارات. ولكن لا يبدو أن هنالك نية
لإنزال قوات برية أميركية مكثفة على أرض ليبيا، علماً
بأن فرنسا وبريطانيا وغيرهما من الدول الأوروبية
أرسلت قوات برية على نطاق صغير إلى ليبيا لمساعدة
السُلطات الليبية على مواجهة الإرهاب.
وجاءت موافقة الرئيس الأميركي باراك أوباما على
الجولة الأخيرة من عمليات الغارات الجوية في ليبيا
بعد أن استمع إلى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر
ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال
جوزيف دانفورد.
وتعتبر هذه الجولة من الضربات العسكرية الجوية
في ليبيا هي الثالثة من نوعها خلال الأشهر الثمانية
الماضية، التي تستهدف معاقل تنظيم داعش في
ليبيا، كما أنها المرة الأولى التي تتقدم بها حكومة
الوفاق الوطني الليبية بطلب رسمي لأميركا لتقديم
المساعدة العسكرية. ففي نوفمبر العام الماضي، نفذت
القوات الأميركية ضربات عسكرية جوية تستهدف
معاقل تنظيم داعش في ليبيا، قُتل خلالها أبو نبيل
قيادي بارز في التنظيم. وفي فبراير هذا العام، شنت
القوات العسكرية الأميركية ضربات جوية ضد قيادي
آخر بارز في التنظيم وتفجير معسكر تدريبه.
وحسب التقديرات الأميركية، تتحصن عناصر
داعش ببضع مئات من الأشخاص المتشددين في سرت،
وانخفض العدد كثيراً مقارنة مع العام الماضي. ومع
ذلك، فإن عملية استعادة مدينة سرت ليست سهلة.
كان هناك ركود وتراخ في محاربة تنظيم داعش
في ليبيا. الدبلوماسية الأميركية والدول الغربية تدعم
حكومة الوفاق الوطني الليبية، ولكن اعتقد أن هناك
حدوداً، لأنها ليست العمليات العسكرية التقليدية التي
نفكر فيها وليست هناك نقطة محورية.
خلال الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011 ، قامت
أميركا ودول غربية أخرى بمساعدة المعارضة بالتدخل
العسكري لإسقاط نظام القذافي. ومنذ ذلك الحين،
أصبحت الاضطرابات المدنية أكثر خطورة في ليبيا
واشتد القتال بين الفصائل، وباتت ليبيا أرضية خصبة
للنمو المتسارع للمنظمات الإرهابية والقوى المتطرفة،
وانتهاز تنظيم داعش الفرصة للتوسع في ليبيا.
وفي مقابلة بثتها قناة فوكس نيوز الأميركية يوم
10 أبريل الماضي، اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما
بأن أكبر خطأ سياسي خلال فترتين رئاسيتين هو عدم
أخذه بالحسبان عواقب التدخل في ليبيا.