تسبب الوضع المتردي الذي وصلت إليه ميليشيات الانقلابيين الحوثية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، وعجزها عن متابعة عناصرها المنتشرة في جبهات القتال، في دفع كثير من تلك العناصر للاستسلام، وكشفت مصادر ميدانية أن عددا من عناصر الميليشيات والقناصة المنتشرين في بعض جبال مديرية نهم، بادروا إلى تسليم أنفسهم لقوات المقاومة الشعبية، بعد أن كادوا يموتون من الجوع والعطش، بسبب انعدام المؤن الغذائية التي كانت بطرفهم، وانقطاع وصول الإمدادات، نتيجة للتقدم الذي حققته القوات الموالية للشرعية خلال الأيام الماضية.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن عشرة من القناصة أجروا اتصالات بالمقاومة الشعبية، وعرضوا الاستسلام، مقابل منحهم الأمان، وهو ما تحقق بالفعل، مشيرا إلى أن الانقلابيين وصلوا إلى أماكن الشرعية وهم في حالة يرثى لها، من الإعياء والجوع، حيث وفرت لهم المقاومة الطعام والشراب، وتم التحفظ عليهم في أحد المواقع. وأضاف المركز أن المفاجأة التي ألجمت عناصر المقاومة كانت أن معظم عناصر الحوثيين كانوا صغارا في السن، وعند سؤالهم عن السبب في انضمامهم للتمرد أشاروا إلى أنهم أجبروا على القتال في صفوف التمرد، وأن الانقلابيين هددوا عائلاتهم إذا رفضوا التحاقهم بالتمرد.
وكانت الجماعة الانقلابية قد دأبت على عدم الاهتمام بعناصرها، لاسيما عند انقطاع وسائل التواصل معها، كما حدث في تعز، حيث تخلى الانقلابيون عن كثير من عناصرهم الذين أصيبوا خلال المواجهات، حتى جثث قتلاهم لم يبدوا اهتماما باستردادها، وحتى عندما قامت المقاومة الشعبية بمحاولة تسليمهم جثث القتلى، بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، رفض الانقلابيون الحضور في المكان الذي تم تحديده بواسطة اللجنة الدولية، وأصروا في مناسبات أخرى على استلام بعض جثث القتلى الذين يعودون إلى ما يعرف بـالأسر الهاشمية، لأن عائلاتهم أصرت على دفن جثثهم في مدافنها الخاصة، لذلك اهتم الانقلابيون باستعادة تلك الجثث، وعرضوا دفع أموال مقابل ذلك أو إطلاق عدد من أسرى المقاومة الشعبية.