ردود أفعال القراء الكرام على مقالتي معاناة طلابنا في أسترالياجاءت متفاوتة ومتباينة ويبدو لي أن رد فعل كل قارئ قد جاء مبنيا على نتائج تجربته الشخصية وخلفيته التي كونها عن بلد الابتعاث. تصدى بعضهم للدفاع عن الشعب الأسترالي الطيب والمضياف وأنا شخصيا لا أختلف معهم في هذا التصور وقد قصدت بالغوغائيين في مقالتي تلك الثلة المنفلتة والشاذة عن سلوكيات الشعب الأسترالي المتحضر.
المثير ما أكده أحد القراء حين وصم التعليم الجامعي الأسترالي بالضعف وأنه-على حد قوله- لا يقدم الجديد والمفيد للمبتعث. من جهتي لاأستطيع الجزم بمثل هذه الآراء الفردية والمصادقة عليها لأن الوصول إلى حكم قاطع على مستوى التعليم في أي دولة يتطلب إجراء دراسة تقويمية من قبل لجان متخصصة.
الأمر الأهم وعلى خلفية المقال أرسل لي أحد الطلاب السعوديين المبتعثين رسالة على بريدي في الوطن. ضمن الرسالة مدونة كتب فيها رأيه بأداء الملحقية الثقافية السعودية بأستراليا ومستوى خدماتها المقدمة للمبتعثين ودرجة تفاعلها معهم. ذكر مثلا أن الطالب يمنى بالخيبة منذ اللحظات الأولى لقدومه لأستراليا نتيجة تعامل الملحقية وخشونة موظفيها غير السعوديين وتأخيرهم للمعاملات، واتهم الملحقية بالتحيز لبعض الطلاب -حسب وصفه- وتصب جام غضبها وحنقها على بقية الطلاب والذين لا يرمقون إلا بنظرات الازدراء ولا تراعى ظروفهم ويواجهون بالتعسف والضغط النفسي وعدم الرد على اتصالاتهم ورسائلهم وشكاواهم وتعتمد في حكمها- كما ذكر في المدونة-على دليل واحد فقط قالو لو وكأننا في مسرحية شاهد ما شفش حاجهوألمح الطالب في مدونته إلى أن الملحقية لا تسعى لتقديم حلول عاجلة لمشكلات الطلاب وكل ما تفعله رفع المعاملات لوزارة التعليم العالي لتمر في رحلة ذهاب وعودة قد تمتد لمدة أربعة أشهر وكأننا نعيش في القرون الوسطى.
المدونة طويلة ولا يمكن عرضها في ثنايا هذا المقال القصير.اقتطفت أبرز ما فيها وهي تفيض بالحسرات وتعبرعن قلة حيلة الطلاب. لا أصادق على ما جاء فيها لكنني أعرضها أمام الملحق الثقافي السعودي بأستراليا لعله يتأملها ويدرسها ويصحح الأخطاء إن وجدت من أجل مصلحة طلابنا وطالباتنا.