فيما تواصل موسكو ترديد مزاعمها عن التنسيق مع واشنطن حول سورية، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون بيتر كوك، بأن تحقيق خطط تنسيق لجهود الولايات المتحدة وروسيا بشأن سورية يتطلب تسوية قضايا كثيرة، بما عده مراقبون دحضا لكل ما تردده وسائل الإعلام الروسية بناء على تسريبات رسمية تهدف إلى خلط الأوراق وإثارة البلبلة في أوساط الرأي العام.
وقال كوك لم نحقق بعد خطط التنسيق المحتمل للجهود. يجب تسوية عدد من القضايا المهمة قبل القيام بالخطوات التي ناقشها وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرجي لافروف، في الشهر الماضي في موسكو. إننا لم نصل إلى ذلك بعد.
وإمعانا في تأكيد موقف واشنطن، حمّل كوك روسيا ونظام بشار الأسد في سورية من جديد المسؤولية عن قصف المناطق السكنية في سورية، مؤكدا على أن ذلك يغذي النزاع ولا علاقة له بضرب المتطرفين، وأن الأعمال الأخيرة للنظام وروسيا تزيد من صعوبة هذه العملية.
ودعا كوك روسيا إلى تنفيذ قائمة مهمة من المطالب، مشيرا إلى أنه بمشاركتها في هذه الحرب وضعت على عاتقها مسؤولية كبيرة عن مستقبل سورية. يتعين عليها، ومنذ زمن طويل، الدفاع عن السكان المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية وخلق ظروف للانتقال السياسي للسلطة. وأوضح أن الولايات المتحدة تجري نقاشات مع روسيا بشأن هذه القضايا، لكننا لن نشارك في نقاشات لا تؤدي إلى نتيجة محددة.
توازنات موسكو
رغم التصريحات الأميركية الواضحة تحاول موسكو أن توازن بين ما تقوم بتسريبه من معلومات وأخبار لوسائل الإعلام وبين المواقف الرسمية المعلنة لها، وبين والمواقف الرسمية غير المعلنة. فقد قالت وزارة الخارجية الروسية إنه بالرغم من تأكيد واشنطن لروسيا قبل عدة أشهر، على أن الفصل بين الإرهابيين والمعارضة في سورية لن يأخذ أكثر من أسبوعين إلا أن هذا الفصل لم يحدث بعد. وفي الوقت نفسه أشارت إلى وجود دلائل موضوعية على إمكانية نجاح عمل الخبراء الروس والأميركيين الجاري في جنيف بخصوص سورية.
خلط الأوراق
فيما تتسم التصريحات الروسية بمزيد من التناقض وخلط الأوراق، والتأكيد على تعاونها مع تركيا من جانب، ومع الولايات المتحدة، من جانب آخر حول سورية، تؤكد وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تدعو شركاءها إلى التخلي عما أسمته الخطاب الهدام. وقال المكتب الصحفي للوزارة نقترح على الأميركيين وغيرهم من الشركاء التخلي عن الخطاب الهدام، ونؤكد مرة أخرى على استعدادنا للتعاون الأمين والفعال في مكافحة خطر الإرهاب في سورية والمنطقة.