بعد صدور قرار اتحاد الكرة السعودي، الذي يعد الأجرأ في كرة القدم السعودية، وهز أركاناً وقلّب مواجع وارتجفت منه أدراج مُقفلة وضمائر نائمة.
غرامات مليونية وخسف بالمجزل للأسفل وتشهير بالفساد وشطب مدى الحياة دون عذر أو عفو، وتفاجأ الشارع الرياضي السعودي ليس بسبب عدل القرار من عدمه بل بسبب جرأته غير المعتادة، خاصة وأنه صادر من اتحاد اللعبة بالبلد، لكن يجب ألا يخفى على كل من تفاجأ بأن قرارا مثل هذا من ضرب الخيال أن يصدر من اتحاد الكرة وحيدا وحتى وإن خالفت هيئة الرياضة بتدخلها غير المعلن القوانين الدولية، وبالمناسبة هذا ليس اتهاما للهيئة بقدر ما هو اعتراف بأننا لم نبلغ بعد من الاحتراف أوله، ولا نملك من الكفاءات ما يخول الاتحاد الأهلي باتخاذ قرار مثل هذا، وهنا لا بد أن نقول شكرا عبدالله بن مساعد.
أصدرت بعض الأندية المتورطة والمنتمين للبعض الآخر في القضية عدة بيانات عاطفية لا تسمن القضية ولا تُغنيها من مسوغات لبطلانها، وفي قرار مفاجئ قرر مسؤولو المجزّل الاستئناف للذهاب لكاس، وما هي إلا دقائق وانتشرت تسريبات صوتية تُدين الفاعل وتنتصر للمفعول به، وهنا أسأل ماذا بعد يا مسؤولي فريق المجزّل؟
ألم يكن من الأولى عليكم الاستسلام لقضية اكتمل شهودها وتوافقت أركانها؟ ألم يكن من الأولى أن تقدموا اعتذارا رسميا يحفظ ما تبقى لكم من ماء الوجه لدى الشارع الرياضي؟ ألم يكن من الأولى شكر الجهات الرياضية على إعطاء كل ذي حق حقه، لنفترض قبول استئنافكم وكسبكم للقضية وهو مستحيل وأنتم تعون جيدا حجم خطئكم في قرارة أنفسكم والمقربين منكم على الأقل، بأي وجه ستقابلون جمهوركم؟ أين هي فرحة انتصاراتكم؟ كان حريا بكم قفل الملفات والنزول بالفريق للدرجة الثانية بكل سلام وهدوء متذكرين أن المكابرة والدفاع عن الخطأ لا يُلغيانه بل يرسخانه أكثر.