توصل الباحثان الدكتور حامد الربيعي والدكتور محمد فرغلي وهما يبحثان في (طبيعة الإبداع الشعري من منظور الشعراء - حتى نهاية القرن الرابع الهجري) إلى عدة نتائج تتعلق بـ(الأبعاد النفسية للإبداع الشعري، والأبعاد الفنية والمعرفية للإبداع الشعري، والأبعاد الوظيفية للإبداع الشعري)، حيث غاص الباحثان في مقولات عدد من النقاد والأدباء منهم: أبو هلال العسكري والزمخشري وأبوحاتم الرازي ومحمد بن سلام الجمحي وابن رشيق القيرواني وابن طباطبا والآمدي وغيرهم.
وخلصا إلى عدة نتائج منها تراجع مفهوم شيطان الشعر واختلاف وظيفة الإبداع الهاجي عن وظيفة المادح.
وسعت الدراسة -بحسب رأي الباحثين- إلى تقديم رؤية حيادية خالصة، تنطلق من التفاصيل الثرية لعملية الإبداع، وتنتهي بملامسة جوهره وطبيعته، عبر منهج استقصائي يستهدف الإحاطة بأكبر مجال يمكن من خلاله التعرف على طبيعة الإبداع الشعري من منظور الشعراء المبدعين أنفسهم.
مثيرات التجربة
عُنيت الدراسة في مبحثها الأول على ما اصطلح تسميته إطار في حقل الدراسات النفسية، بينما تعتمد دراسة المبحث الثاني (مثيرات التجربة الشعرية وعلاقتها بطبيعة الإبداع) على الرؤى المتوحدة والمتفرقة للشعراء وتناول المبحث أهم مثيرات التجربة الشعرية ودوافعها الذاتية الداخلية والغيرية الخارجية، بهدف فهم العلاقة بين رؤية الشعراء للمثيرات والدوافع بين طبيعة الإبداع المحكوم بإطاره الخاص بكل شاعر، وتوزعت دراسة المبحث الثاني على خمسة محاور رئيسة، وتشير تلك المحاور إلى الاهتمام بشكل مباشر بما يشكله الإبداع الشعري من نتاج يمتاز بالخصوصية والتفرد.
وجاء عنوان المبحث الثالث (الأبعاد الوظيفية لطبيعة الإبداع الشعري) وتناول ما يرتبط بمفهوم الوظيفة وعلاقتها بطبيعة الإبداع في إطار رؤية الشعراء لهذه الوظيفة ومستوياتها التي تتجلى أطيافها من خلال تلك الطبيعة كما عاناها أصحابها وأحسوا بها ووصفوها.