لم يكن غريبا أن يدعو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى الاتفاق على مرشح عربي واحد لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو بعد انتهاء ولاية المديرة الحالية إيرينا بوكوفا في أكتوبر 2017، بعد أن ظهرت لغة التنافس والاختلاف بدوافع سياسية، في وقت يظهر أن هذه الدورة هي دورة العرب لتعدد المرشحين، بصورة دفعت الاتحاد للتحذير من مغبة أن يخسر العرب دورة العرب.
ودخل ساحة التنافس 4 مرشحين عرب، بينهم مرشحان من دولة واحدة، هم السفيرة مشيرة خطاب من مصر، ووزير الثقافة القطري السابق حمد الكواري، ووزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة، إضافة إلى اللبنانية فيرا خوري.
وفي حالة نادرة دعا الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب حبيب الصايغ في بيان إلى التوافق على مرشح عربي واحد لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا. وطالب الصايغ بعقد اجتماع عاجل تحت مظلة جامعة الدول العربية أو المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألسكو لضمان فوز عربي مشرف برئاسة المنظمة. وقال لسنا هنا في معرض تفضيل أو تقويم للمرشحين -أشخاصا أو دولا- وأبدا لا يجوز أن نتحدث بهذا المنطق، لكن الأصل أن تكون أهدافنا مشتركة وأحلامنا واحدة على الأقل في الثقافة.
الجنسية ليست الأهم
يقول نائب رئيس اتحاد المبدعين العرب مصطفى منصور السياسة، وليس المال، هي التي تلعب دورا بارزا في الفوز بمثل هذه المناصب الدولية، حيث تفرض التوجهات السياسية نفسها على اختيار المرشح، ويساعد في ذلك حالة التمزق والتفكك التي يعيشها عالمنا العربي، مشددا على أن الأهم من جنسية المرشح على المنصب هو تفعيل المنصب ذاته، بحيث يكون لمنظمة اليونيسكو دور حقيقي في دعم الثقافة والعلوم وحماية التراث. وأضاف: قبل إجراء الانتخابات يجب أن تنسق الدول العربية فيما بينها وتختار مرشحا عربيا واحدا للمنافسة على هذا المنصب، بحيث يلقى الدعم الكبير من قبل كافة الدول.
الاختلاف واضح
يعلق رئيس التحرير السابق لصحيفة الرأي المصرية الناقد محمد الشرقاوي على الأمر قائلا: إن الشواهد تقول إن العرب مختلفون، ومن الصعب الاتفاق على مرشح واحد، وعلى الرغم من أن الدعوة للتوافق على مرشح واحد ضرورة لا مفر منها، لحفظ صورتنا أمام أنفسنا قبل العالم كأمة عربية واحدة، إلا أن لغة الواقع تدفع في الاتجاه العكسي. وأضاف الشرقاوي أن الخلافات السياسية تلعب دورا بارزا في عدم الاتفاق على مرشح واحد، وكل دولة تريد أن تثبت أنها الأفضل، كما أن المعركة تتدخل فيها لغة المال والاتصالات السياسية، المهم أن تكون المنافسة شريفة، وأن يدرك الجميع أن العرب سيفوزون إذا فاز أحد من العرب.