كتب الأسبوع الماضي، الدكتور أحمد الزيلعي مقالا في الوطن ينفي فيه أي علاقة بين الإرهاب ومناهجنا الدينية. بدءا من العنوان وحتى النهاية -خاتمة المقال- وهو يؤكد عدم وجود هذه العلاقة، واستخدم في البدء حجة أن المناهج خفيفة في المحتوى وبسيطة لدرجة لا يرسب فيها إلا ضعاف العقول، ومضى يصفها بكل الصفات الدالة على الضعف، حتى ظننت أنه سيكتب كما أنها لطيفة جدا وطيبة القلب، وليسامحني على ذلك.
لا أعرف إن كان الدكتور متخصصا في المناهج أم لا، لكن ما أورده هو حجة ضد المناهج لا معها، فالمنهج السهل الخفيف الذي لا يعرف المعلمون ماذا يفعلون به وكيف يوزعونه، هو خطر كبير تماما، مثل أن تعطي طفلك تحصينات ضد الأمراض وهي عبارة عن ماء أو أدوية مغشوشة، وتظل دائما تعتقد أنه لن يصاب بالأمراض، لتستيقظ يوما وإذا ابنك -لا قدر الله- قد سقط في بؤر الأمراض أو الإرهاب.
الدكتور في مقاله يتحدث عن مناهج المرحلتين الابتدائية والمتوسطة من واقع خبرته قبل زمن، لكن أتمنى منه المرور على مناهج المرحلة الثانوية، ففي الأول ثانوي تحديدا هناك كتاب التوحيد، وهو يعلم المراهق نواقض الإسلام ويتساءل: هل تمت مراجعة هذا الباب مع متخصصين نفسيين قبل إقراره؟
بعيدا عن مناقشة ما احتوته الكتب، ونحن نعيش واقع رؤية 2030، أذكر لكم أنني حضرت مرة ندوة عن التعليم السعودي، قدمها مستشار رئيس ماليزيا، وتكلم عن حجم مواد الدين مقابل الرياضيات والعلوم، وأشار إلى وجوب أن نسأل أنفسنا: ماذا نريد بالضبط؟
هل هو إخراج طالب منتج قابل للمنافسة اقتصاديا أم داعية إسلامي ومفتٍ؟
لأن ما يدرسه الطلاب يجعلهم متخصصين أكثر من مجرد واعين بأمور دينهم، فهم مشغولون بحفظ أنواع الزكاة وكم تبلغ زكاة المئة ناقة، وعدة كذا وكذا.. إلخ.
علما بأن معظم ما تقدمه مواد الدين هي معلومات، وعلميا المعلومات التي يحفظها الطالب في دراسته ينسى 70% منها بعد مضي عام واحد فما الذي تفعله؟
المناهج الدينية بحاجة إلى التغيير، لتخرج من دور المزود بالمعلومات إلى شارح للمفاهيم الدينية، حتى لا تكون قابلة لأي تهمة.