لا أريد أن أغضب أصدقائي الأهلاويين عندما أقول إن عام 2016 هو عام المفاجآت الكروية، ولكنها الحقيقة التي عشناها بكل تفاصيلها.
الأهلي حل عقدة لقب الدوري بعد أكثر من ثلاثة عقود، وليستر سيتي حقق لقب الدوري الإنجليزي، وعلى صعيد المنتخبات خسر منتخب الأرجنتين نهائي كوبا أميركا، عل الرغم من أفضليته الفنية على يد تشيلي، في حين أن البرازيل أباطرة كرة القدم في العالم خرج منتخبهم من دور المجموعات في البطولة ذاتها، ولم يستطع التأهل حتى للدور الثاني!
أما كبرى المفارقات الكروية، فهي تحقيق منتخب البرتغال كأس الأمم الأوروبية بشكل فاجأ الجميع حتى البرتغاليين أنفسهم.
الفرق الجوهري أن الأهلي وليستر كانا جديرين بما حققاه، وبأفضلية فنية مطلقة، ولكن تشيلي والبرتغال حققا الذهب دون أفضلية فنية، وبكثير من الحظ، خصوصا البرتغال.
يقولون: العيال كبرت، ولكن في كأس أمم أوروبا يمكننا القول: البرتغال كبرت!
المنتخب البرتغالي تأهل من مجموعته بصعوبة بالغة دون تحقيق أي فوز، بل بثلاثة تعادلات، وعلى الرغم من أن حظه أبعده في الأدوار الإقصائية عن مواجهة المنتخبات الثقيلة فنيا كإيطاليا وإسبانيا وألمانيا، إلا أنه لم يتأهل للنهائي إلا بشق الأنفس، ودون أي أفضلية تذكر، ليواجه منتخب فرنسا صاحب الأرض والجمهور، ويتغلب عليه ويحقق اللقب للمرة الأولى في تاريخه، بشكل غريب يثبت أن كرة القدم مجنونة بالفعل.
عامل التوفيق والحظ في كرة القدم عامل مهم جدا لا يمكن إنكاره، والمشكلة أنه عنصر لا يمكن التحكم فيه ولا السيطرة عليه، فمهما كنت جيدا ومميزا دون حظ وتوفيق، فإن اجتهادك هو أول ما سيجني عليك.
ما أبلغ الشريف بركات عندما قال: إن جاد حظك باع لك واشترى لك.