أبها: سلمان عسكر

أكد نائب رئيس الوزراء اليمني عضو وفد الحكومة لمشاورات الكويت عبدالعزيز جباري، أن توقيع حكومته على مسودة الاتفاق التي قدمها المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قبيل ختام المفاوضات، يعتبر لاغيا وليس له أثر في الوقت الحالي، بسبب امتناع الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح عن التوقيع. وقال جباري في تصريحات إلى الوطن إذا لم يمارس المجتمع الدولي ومجلس الأمن ضغوطا كبيرة على الانقلابيين، ويوجه لهم رسائل جادة، فلن يشاركوا في المفاوضات، وإذا شاركوا فسوف تكون مشاركتهم اسمية فقط، وليس بنية جادة للتوصل إلى سلام. فقد بقينا في الكويت لمدة 90 يوما، دون أن يتم تحقيق تقدم جدي، نحن نبحث عن السلام الذي هو خيارنا، وبرهن بالدليل القاطع لأبناء الشعب اليمني والعالم أننا نعمل من أجل التوصل إلى حلول تنهي الأزمة، وأن الطرف الآخر لا يريد ذلك، بل يتعنت من أجل شرعنة انقلابه ونحن لم نطلب الحرب ولا نريدها ولم نشعلها، بل إن الطرف الآخر هو الذي سطا على الدولة والمؤسسات.
عبثية المشاورات
قال جباري إن حكومته وافقت على تقديم تنازلات من أجل مصلحة الشعب اليمني، لكنها ترفض التنازل عندما يكون ذلك في غير صالح الشعب. وتابع اليمنيون يريدون عودة الشرعية والدولة ويرفضون أي مشروع أجنبي ليست له علاقة بالمشروع اليمني، وبالتالي لا أرى أنه ستكون هناك مشاورات، إلا إذا تغيرت الظروف والأحوال، وإذا استمرت الأمور بالوضع نفسه التي هي عليه حاليا، فإن نتائج أي مشاورات جديدة ستكون مشابهة لما تم في مشاورات الكويت، وسيكون مصيرها الفشل، وسوف نلجأ إلى خيارات متعددة، منها التواصل مع المجتمع الدولي وأشقائنا في دول الخليج. وسنقوم كذلك بتفعيل الشق العسكري لتوجيه ضربات مؤلمة لطرفي الانقلاب، فلا يستقيم عقل ولا منطق أن نقف مكتوفي الأيدي في انتظار تجاوبهم مع الجهود الدولية، بل سنرغمهم بعملياتنا العسكرية على طلب التفاوض.
خطوة ثانوية
مضى جباري بالقول الانقلابيون أثبتوا أنهم يريدون الاستمرار في سياسة فرض الوضع القائم، لذلك فإنهم يقومون حاليا بعملية إحلال واسعة في صفوف القوات المسلحة، ويريدون التمكن أكثر في كل مفاصل الدولة، ويحاولون فرض مشروعهم الانقلابي بقوة السلاح، وكل هذه إجراءات عبثية لن ترضى الحكومة الشرعية - بطبيعة الحال - بتمريرها أو السكوت عليها.
ووصف جباري ما يسمى بـالمجلس السياسي الأعلى، الذي أعلن الانقلابيون أخيرا عن إنشائه بأنه خطوة لا تقدم ولا تؤخر ولا يعدو أن يكون وثيقة تحالف بين المتحالفين أصلا، مشيرا إلى أن توقيت إعلانه كان الواضح أنه يهدف إلى عرقلة المفاوضات والقضاء عليها تماما، واختتم تصريحاته بالقول كل طرف أوضح تصوراته ورؤيته، والمبعوث الدولي والأمم المتحدة لديهم تصور كامل عما جرى في المفاوضات، ويدركون هوية الطرف الذي تسبب في العرقلة وتأخير التوصل إلى حلول سياسية، وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بدور أكبر إذا أراد التوصل إلى حلول سياسية تنهي الأزمة وتعيد الهدوء والاستقرار إلى اليمن.