بمناسبة عيد الفطر السعيد أقدم التهنئة خالصة لكل عين باتت تحرس في سبيل الله.. تحرس أمن بلادنا.. شمالا.. جنوبا.. شرقا.. غربا.. تحرس حدود بلادنا برًا، بحرًا ، جوًا.. أعاده الله علينا وعليهم بالخير والبركة، وبلادنا ترفل في ثوب النصر والعز والتمكين..
ونحن نستقبل العيد السعيد لا أجد موضوعا مناسبا مثل الحديث عن الأيتام.. إذ لا شيء يهزمني صباح العيد سوى ذلك الطفل اليتيم الذي أقض مضجعه الحزن.. حينما تختلط عليه المشاعر، وسط مجتمع يُعبّر عن فرحه، بينما تنهش روحه الصغيرة أطياف الذكريات وأحاسيس الفقد والحنين.. وهي صورة بالغة الوجع، وكثيرا ما استعارها الشعراء تعبيرا عن معاناتهم!
المقال يتجاوز المادة.. فأنا أعلم يقينا بوجود العديد من جمعيات ودور رعاية الأيتام في السعودية.. تقدم رعاية لا بأس بها للطفل اليتيم، حتى بلوغه سن 18 عاما غالبا .. وأعلم أن هناك مبالغ ضخمة تدخل حسابات تلك الجمعيات من الدولة، ومن فاعلي الخير.. ومطلع على العديد من البرامج المثمرة التي تقدمها بعض الجمعيات للأيتام المسجلين في كشوفاتها..
لكنني رغم ذلك كله على يقين تام أن الحاجة الأساسية لليتيم ليست المال وحده.. حاجة اليتيم أكبر.. حاجته أعظم.. ومهما بذلنا فلن نحققها له.. حاجته للأب الذي يحضنه صباح العيد، ويشعره بالأمن والأمان والاطمئنان.. حاجته للأم التي توقظه لصلاة العيد، وتمشط شعره، وتختار له ملابسه.
من هنا، سيبدو عيدك أجمل لو فكرت أن ترسم ابتسامة على وجه كل يتيم تصادفه يوم العيد.. فإن لم تعثر عليهم.. فهناك أيتام من نوع آخر.. إذ ليس اليتيم الذي مات والده فحسب!
حتى الذي والده سجينا خلف القضبان هو يتيم حتى إشعار آخر..
الذي والدته رهينة للسرير الأبيض هو يتيم حتى حين..
الذي منعه والده عن رؤية أمه هو يتيم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا..
فإن لم تعثر على أحد من هؤلاء الأيتام، فهناك دور رعاية الأيتام في أغلب المدن تكتظ بنوع آخر من الأيتام.. فالطفل مجهول الأبوين هو يتيم، بالغ اليُتم، من المهد إلى اللحد..
التفت حولك.. ابحث عن هؤلاء الأيتام الذين أحرقتهم الدموع.. ابحث عنهم ولا تجعلهم يشعرون بالغربة ويقاسون الوحدة.. ابحث عنهم، امسح على رؤوسهم، وقل لهم: كل عام وأنتم بخير.