فيما حذر إمام وخطيب المسجد النبوي من تبادل الشتائم والسباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام أسماء مستعارة، أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح آل طالب، أن مما تثقل به الموازين يوم القيامة حسن الخلق، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، رواه أبو داود وغيره، مشيرا إلى أن حسن الخلق هو: الكلمة الطيبة، والتبسم في وجه أخيك، ولين الجانب، واللطف والسماحة، والصلة والإحسان، وبذل الندى وكف الأذى، حيث قَرَنَ الله القولَ الحسنَ بالعباداتِ الكبار، فقال تعالى (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة).
حسن الخلق مع الناس
ولفت آل طالب في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، إلى أن حسن الخلق يكون مع الناس كلهم، مؤمنهم وكافرهم، صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم، مستشهدا بقوله عليه الصلاة والسلام: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، رواه أحمد وأبو داود، وقوله عليه الصلاة والسلام أكثرُ ما يدخلُ الناسَ الجنةَ: تقوى الله وحسنُ الخلق، رواه أحمد والترمذي، وأحقُّ الناس بحسن الخلق هم الأقربون الوالدان والزوجة والأولاد، يقول عليه الصلاة والسلام خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي رواه الترمذي وابن ماجة.
السباب لقاح الفتنة
وفي المدينة المنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير، في خطبة الجمعة أمس أن المؤمن بالخير يتدفق وبالخلق يترفق والملاطفة في الخطاب واللين في الحديث والترفق في الحوار سبيل قوي به تستمال النفوس، وتستعطف الأهواء المختلفة، وترد القلوب النافرة والآراء المتغيرة يقول تعالى (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى). وأضاف أن السباب لقاح الفتنة ولا يرد شاهدا ولا يجذب معاندا، وإنما يزرع ضغائن وأحقادا، ويزيد المخالف إصرارا وعنادا، ومن رمى مخالفا بالفحش، وأساء القول فيه فقد زاد الطين بلة والمرض علة، وصاحب الخلق الدنيء واللسان البذيء، الطعان في الأعراض، الوقاع في الخلق، القذاف للبراء، الوثاب على العباد لا يكون مصلحا ولا ناصحا ولا معلما.
الشتامون بمواقع التواصل
ودعا البدير الأمة إلى عدم اتخاذ الأحداث التي تحصل في المجتمعات أسبوبة يتسابون بها ويتشاتمون عليها في مواقع التواصل الاجتماعي ما بين لاعن وساب وشاتم إلا من رحم الله، محذرا من أنهم سيسألون عما كتبوا في يوم تجتمع فيه الخلائق وتوزن في الأعمال والدقائق، وتأتي كل نفس معها شاهد وسائق. وخاطب إمام وخطيب المسجد النبوي، كل من توارى وراء شاشة جهاز واستتر باسم مستعار وتباعد عن الأنظار وصار يكل السب والشتم لغيره، مذكرا إياه بأن الله يرى ومطلع على سره ونجواه، وداعيا إياه للتوبة مما كتبت يداه.