غريب تعاطي الناس والمجتمع مع حوادث الإرهاب وردات فعلهم تجاهها، فبمجرد أن تحصل عملية إرهابية داخل الوطن، فإننا نعرف جيدا أن الفكر الضال والمتشدد هو من كان خلفها، وهو من سمم أفكار أبنائنا وجعلهم أعداء لأنفسهم ولوطنهم ولأهلهم. ولكن اللافت أن هذه الفكرة تختلف تماما عند وقوع أي عملية إرهابية في إحدى الدول الغربية، فالمتابع لردات فعل الناس يستشعر أن شريحة كبيرة تؤمن بوجود مؤامرة خلف هذه الحادثة، وهدفها استهداف الإسلام والمسلمين، ويتكرر هذا السيناريو في كل حادثة إرهاب تحصل في إحدى الدول الغربية!
ما الذي يجعلنا نبرر حوادث الإرهاب التي تكون في وطننا بأنها بسبب الفكر الضال، وأن حوادث الإرهاب عند الغرب هي بسبب مؤامرة شريرة هدفها الحرب على الإسلام. ألا يوجد معتوهين وضالين فكريا عند الغرب كما هم موجودون بيننا؟
قد أتفهم وجود مؤامرة ضد أمة قوية، الكل يهابها، والكل يسعى إلى إسقاطها، ولكن ما تفسير وجود مؤامرة ضد أمة هي في أضعف حالاتها؟
رغم كل هذا الهوان والضعف والحروب والفساد والتقسيم الذي تعيشه الأمة الإسلامية، إلا أن بعضهم مؤمن إيمانا عميقا بوجود مؤامرة عالمية خلف كل ما يحدث.
هل هذا حقا ما يحصل أم إنها مجرد محاولة لتبرئة أنفسنا؟ هل الغرب هم من قام بتفسير آيات وأحاديث الجهاد لتخدم الإرهاب أم إنهم ناس من بني جلدتنا؟
هل الإرهابي الذي قتل ابن عمه كان مدعوما من قوى أجنبية وينفذ أجندات مؤامرة عالمية؟، وهل من كانوا يستهدفون الناس ورجال الأمن في وطننا كانوا ضحية مؤامرة عالمية أم ضحية فكر إسلامي متطرف؟
الإجابة عن هذه الأسئلة قد تبعدنا عن وضع الآخرين شماعة لأخطائنا، فهذا لن يحل الموضوع، وإنما يزيده تعقيدا.
إرهابي يفجر نفسه عندنا، السبب هو الفكر الضال، إرهابي يفجر نفسه في أميركا السبب مؤامرة على الإسلام!.