عايض الميلبي
لقد انكشف الستار وأصبحت الأمور أكثر وضوحاً، المملكة العربية السعودية مستهدفة، ليس من باب الهوس بنظرية المؤامرة؛ فالواقع يثبت ذلك، وهذا الاستهداف منبعه كل ذي نعمة محسود فالحقد والحسد طبيعة بشرية، تدفع إلى التناحر والتباغض، خاصة إذا ما توفرت بيئة محفزة، وكان هناك توجه سياسي عماده تحريض الناس، وحتى لا يكون الحديث مجرد تعبير يخلو من الدلائل دعونا نعرج على بعض الأمثلة التي تدعم ما نود إيضاحه.
أول هذه الأمثلة هو المخدرات، إذ لا يخفى على أحد مقدار ما تواجهه السعودية فيما يخص تهريب المخدرات عبر جميع المنافذ براً وبحراً وجواً، والهدف النهائي والمهم لمروجي سموم المخدرات هم شباب الوطن، فالشباب عماد أي مجتمع، وعليهم تعول الأمم، والمستقبل يُستشرف من خلال الجيل الصاعد؛ لهذا جعل أعداؤنا الشباب هدفاً لهم، وفي ذلك برهان جلي على أننا على خط مواجهة مع عدو لا يود لنا الخير.
ثانياً: ثمة استهداف ديني يتمثل في محاولة تشكيك الناس في منهجهم، وتشكيكهم في علمائهم، وأكثر التركيز في هذا الشأن منصب تجاه المرأة وقضاياها وحقوقها، يوحون لها بالمظلومية؛ كي يستفزوها، علها تتمرد وتخرج عن سمتها ووقارها.
أما الاستهداف الثالث فإنه يتمثل في خلق خلايا إرهابية كـداعش ودعمها استخباراتياً، ومالياً، وإعلامياً؛ حتى تؤدي مهمتها، فمن جانب يتم تشويه سمعة الإسلام من خلال أفعالها الإجرامية، ومن جانب آخر تشغل السلطات الأمنية، وتربك حياة الناس.
الجانب الرابع الذي بات مطية لأعداء وطننا، هو الإعلام بكافة أنواعه، فقنوات التلفاز التابعة للأعداء أو أذنابهم تعج بمروجي الكذب ومحترفي الخداع، ووسائل التواصل الاجتماعي تم اختراقها من قبل هؤلاء، فتارة يثيرون فتنة، وتارة أخرى يبثون سمومهم بأسماء مستعارة؛ لزرع الكراهية، والضغينة بين مختلف أطياف المجتمع.
آخر ما يتسع المجال لذكره كمثال على حقيقة الاستهداف، يخص محاولة السيطرة على دول الجوار عبر دعم الأتباع والتغرير بهم، وما فعلته إيران في لبنان والعراق واليمن، لا يحتاج منا إلى تفسير أو توضيح، لقد تعذر على الأعداء استهدافنا بشكل مباشر، فعمدوا إلى اتخاذ وسائل وطرق أخرى.
ختاماً، مكر هؤلاء سوف يرتد عليهم عاجلاً؛ لأن الشعب السعودي بات واعياً ومدركاً لما يحدث في الخفاء، وهو في حالة وئام وتلاحم مع قيادته الرشيدة، ثم إن هذا الاستهداف ليس وليد العصر، بل هو قديم، وكما فشلوا في الأمس سوف يفشلون اليوم.