في الحديث النبوي: لا حسد إلا في اثنتين.. رجلٌ آتاه الله مالاً فسلطه على هَلَكَتِهِ في الحق، ورجلٍ آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها..
يزيد الراجحي شاب سعودي محظوظ.. خرج للدنيا وهو يملك المليارات، والفلل والشركات ولديه أسطول من السيارات، وجيش من الخدم والحشم والسكرتارية.. وفوق هذا كله هو سائق راليات شهير، كعادة بعض أبناء الأثرياء الذين يبحثون عن الهوايات المرتبطة بالمغامرات، والتي لا نقوى عليها نحن ذوي الدخل المحدود!
وحتى لا نبخس الناس أشياءهم؛ لا يصح القفز على أي إسهامات للرجل في مجال الخير.. فهو ينتمي لعائلة مباركة تشتهر بعمل الخير والإحسان.
مشكلة سائق الراليات الذي يدخل ساحة السباق بخبرة واسعة في قيادة الهامر وهزيمة المنافسين، أنه دخل ساحة الإعلام الجديد دون خبرة.. وهذه الساحة خطيرة.. أخطر من ساحة السباق.. هي أشبه بساحة المعركة.. إما أن تخرج منتصراً، أو منهزماً.. وفي أضعف الأحوال تخرج مثل القتيل مُضرجاً بدمائه!
وعلى الرغم من ذلك فات عليه أن يستعين بأحد الإعلاميين، أو أحد المكاتب الإعلامية، أو في أضعف الأحوال أحد الذين سبقوه في مجال الإعلام الجديد، كي يخبره ما الذي يناسب النشر وما الذي لا يناسبه.. ما الذي يتماشى مع تقاليد وعادات هذا المجتمع وما الذي يتعارض معها..
بل ويخبره -وهذا هو الفخ الذي يقع فيه الكثيرون- أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تصلح مكاناً لقهر الأقران والمنافسين، أو إغاظتهم.. فغاية ما يريد أعداؤك أن تظهر بهذه الصورة؛ كي يثور عليك الناس ويهشموا صورتك.. وهذا ما حدث قبل أيام حينما خرج الملياردير الشاب وهو يستعرض أمام أسطول من سياراته، ويقف أمام سيارة فارهة لا يمكن لأي مواطن من ذوي الدخل المحدود -وأولهم كاتب هذه السطور- أن يمتلكها، ورغم ذلك هو يقدم نفسه للجمهور بصورة الشخص غير المهتم، إذا تبدو هذه السيارة الفارهة دون مستوى طموح الملياردير الشاب!
مع كل التقدير للأخ يزيد الراجحي، أقول بكل تجرد، هو أفضل من هذه الصور الاستفزازية التي يخرج بها.. إذا لا يمكن لشخص عاقل أن يستفز أبناء بلده بهذه الطريقة.. إن لم يتعامل بحذر مع مواقع التواصل الاجتماعي سيتحول إلى شخص غير مقبول، حينها لن تستطيع كل ملياراته تحسين الصورة.