سارعت وسائل الإعلام الإيرانية والقنوات والصحف الصفراء التابعة لها إلى الاحتفال بالانتصار الذي ظنوه كذلك، عقب اختراق الموقع الإلكتروني لصحيفة الوطن، ونشر تصريحات كاذبة منسوبة إلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، حفظه الله.
إذا تأملنا جيدا في فحوى التصريح الذي تم نشره بعد عملية الاختراق، سندرك جيدا مقدار الألم الذي سببه رجل الأمن الأول لتلك الجماعات التي اختارته بعناية من بين أقرانه وإخوته القائمين على الحكم في مملكتنا الحبيبة لتصويب تلك السهام الزائفة نحوه بتلك الطريقة المضحكة.
ما قيمة انتصار لحظي -منسوج من خيوط الوهم- تلاشى بمجرد السيطرة على خوارزميات الموقع الإلكتروني للصحيفة التي كانت أهم أحد المحطات التي مررت بها في حياتي العملية خلال سنوات مضت، كنا وما زلنا نصدر من خلالها الضربات الإعلامية الموجعة لتلك القوى ومن سار على نهجها.
وعودا على ذلك الاختراق الذي يؤكد أن قليل الحيلة فقط هو من يلجأ إلى مثل هذا العمل الضعيف، للنيل من قامة وطنية تعانق عنان السماء، وتستوطن قلوب الناس، بحجم ولي العهد الذي سكن قلوب السعوديين.
لا شك أن الأمير محمد يستوطن الفصّ الأيمن لرؤوس تلك الجماعات، بما سببه لهم من صداع دائم خلال سنوات طويلة من عمله في الجهاز الأمني بمختلف المناصب التي أثبت فيها حضورا عاليا، وهو ما حدا بشبكة إم إس إن بي سي MSNBC الأميركية أن تصفه بجنرال الحرب على الإرهاب.
ربما هي سويعات فقط لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، احتفل فيها المغرضون بذلك الاختراق الإلكتروني الذي سجل حتى في أكبر المؤسسات والأجهزة الإعلامية الأمنية حول العالم، وليس في وسيلة إعلامية أو صحيفة فحسب، بيد أن انتصارات سموه الدائمة أمنيا احتفلنا بها وما زلنا حتى اللحظة.
يوم أول من أمس تساءلت في نفسي: لماذا أثار ذلك التصريح المزيف كل تلك الجلبة في وسائل الإعلام المعروفة بممولها وبمن يقف وراءها؟ وبعد تمعن أدركت جيدا القيمة الكبيرة لسموه، والتي اكتنزها خلال عمله الأمني الذي رسخ معه قواعد ثابتة خطها الأحمر الوطن، وقائده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن
عبدالعزيز حفظه الله.
تدرك تلك الجماعات أن الوطن الآن أصبح أكثر قوة عن ذي قبل، وما توالي الانتصارات في مختلف القضايا والملفات الشائكة إلا دليل واضح على أن السعودية ماضية وبقوة في الطريق الصحيح الذي تسير عليه بالحزم والعزم، اللذين سبّبا تساقطا متتاليا للجماعات الإرهابية، واحدة تلو الأخرى في مختلف الدول، وعلى رأسها تلك الجماعات الإرهابية التي تمولها إيران محور الشر المستطير، وفتيل الفتنة الطائفية والمذهبية في الشرق الأوسط.
وبالنظر إلى جزئيات التصريح –الكاذب– المنسوب إلى ولي العهد، فقد وضّح ذلك جليا ما تخفيه صدورهم من غل، بسبب ما تحقق في تلك الملفات التي ورد ذكرها طيه، ولنشكر الله أن لنا قيادة بحجم الوطن، تدرك جيدا مغزى الحروب الإلكترونية الحديثة التي تأتي على هذا النحو، فلا تزيدنا إلا ثباتا في المواقف ورسوخا في القيم والمبادئ.
إن استهداف الوطن الصحيفة هو استهداف للوطن الأم الذي نحتمي خلف ظلاله جميعا، بيد أن اختيار الوطن دونا عن سائر الوسائل الإعلامية، هو رسالة نجاح مع مرتبة الشرف لكل العاملين في هذا الصرح العملاق الذي سبب للمغرضين صداعا دائما لا دواء له إلا الوهم الذي يحاولون صناعته عبر مثل هذه الأعمال.
يظل سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، رجل الأمن وفارسه الذي أسقى تلك الجماعات السم الزعاف في تجارب ومناسبات متعددة مر بها، وكل تجربة أكسبته نجاحا ملأتهم أحقادا وضغينة تجاهه، وهو ما لم ولن يؤثر في المسيرة البيضاء الناصعة لسموه الكريم.