للعيد عندهم نكهة أخرى وطقوس مختلفة، فعيدهم نكهته البطولة والشجاعة وطقوسه طقوس الرباط في سبيل الله للذود عن حدود بلاد الحرمين. إنه عيد الأبطال الأشاوس المرابطين على خط النار في الحد الجنوبي، من أبطال القوات المسلحة السعودية حرس الحدود والحرس الوطني. تركوا وراءهم أطفالهم وأهلهم وفضلوا قضاء عيدهم في ميدان الشرف والكرامة.
عطر البارود
مرابطون عطر عيدهم رائحة البارود، وحلواه تعمير أسلحتهم بالذخيرة، وأنغام عيدهم التكبيرات على أصوات الرصاص وقصف المدافع وأزيز الطائرات.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. جنود وهبوا أنفسهم لوطنهم. سعادتهم في عيدهم لا توصف وهم يحرسون حدوده ليل نهار غير عابئين بأي مخاطر قد يتعرضون لها من أجل الذود عن سلامة الوطن ومواطنيه. يساعدهم في ذلك حدود آمنة من الصعب اختراقها، محصنة بأفضل الأسلحة المتطورة والتجهيزات التقنية والآليات الحديثة والمركبات المصفحة ضد الرصاص وأبراج مراقبة مزودة بكاميرات حرارية ثابتة ومتحركة.
عيد الأبطال
الوطن قضت أمس بضع ساعات من العيد مع أبطال الحد الجنوبي في منطقة جازان، سعادتهم في عيدهم لا توصف وهم يحرسون حدوده ليل نهار غير عابئين بأي مخاطر قد يتعرضون لها من أجل الذود عن سلامة الوطن ومواطنيه.
على مدار اللحظة عيون تراقب وترصد كل متربص قرب الحدود، وأنامل لا تفارق زناد النار، وسواعد تعمر المدافع والدبابات بالذخيرة، دون كلل أو ملل، ومعنويات عالية جدا، وتكتيك عسكري متطور.. هذا هو حال عيد الأبطال المرابطين على الخطوط الأمامية كما رصدتهم عدسات الوطن في جولتها أمس.
معنويات عالية
في صيف تهامة الحارق ذي درجات الحرارة المرتفعة ودوامات موسم الغبار الخانق بلونه الداكن، هناك رجال مرابطون صامدون على خط النار، وهبوا أنفسهم للدفاع عن الدين والوطن، أمنيتهم نيل الشهادة، وقمع كل من تسول له نفسه المساس بشبر من حدود الوطن، جنود لا يهابون الموت ولا أعداء الدين والوطن، جنود يتسلحون بإيمانهم بربهم ثم حبهم لوطنهم، الابتسامة لا تكاد تفارق وجوههم الشاحبة.
قناص الأعداء
محمد شراحيلي قناص بطل مرابط على الخطوط الأمامية قضى أمس أكثر من ساعات من يوم العيد الأول متخفيا وساكنا في كمين للأعداء، لا يسمح له بالحركة سوى سنتمترات قليلة حتى لا يكتشف أحد موقعه على قمة أحد الثغور الحدودية، مهمته رصد أي متربص أو متخفًّ قرب الحدود. وهذا هو طبيعة عمله اليومي.
معايدة القيادة
وفي مشاهد رائعة رصدتها عدسات الوطن تجسد مدى قوة التلاحم بين القيادة وحماة الوطن والموطنين، خلع أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بشت العيد وخرج للخطوط الأمامية لمشاركة أبنائه المرابطين على الحد الجنوبي عيدهم ومعيدتهم وتفقد أحوالهم ومشاركتهم إفطار عيدهم البسيط، حيث عايد أمير جازان عددا من الوحدات العسكرية المرابطة، ناقلا لهم تهنئة ومباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعيد الفطر المبارك.
خطان أحمران
وأكد أمير منطقة جازان خلال معايدته المرابطين أن حدود وأمن بلاد الحرمين خطان أحمران سيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بهما، مبينا أن الهلاك والموت سيكون مصير كل معتدٍ يحاول الاعتداء على حدود الوطن، موضحا أن بطولات وحنكة وخبرة الجندي السعودي، سواء على الحدود أو في داخل الوطن، ضربت أروع الأمثلة في إحباط ودحر مخططات الأعداء والمتربصين لأمن هذا البلد الغالي.
عيد جوف البرادلي
خلال جولة حدودية رصدت عدسة الوطن جنديين من داخل جوف دبابة البرادلي المتطورة أدهشتنا معنوياتهما العالية وابتسامتهما التي تعلو محياهما بادلناهما التهنئة بالعيد وهما منشغلان بتعمير جوف الدبابة بالقذائف والصواريخ. وقال لنا أحدهم إن لعيدنا الذي نقضيه اليوم في هذه الدبابة طعما آخر وشرفا كبيرا نفتخر به ويفتخر به أهلنا في الديار.